عبد الله إسوفغ… كاتم أسرار عبد الكريم الخطيب6

تاكونيت تتعاطف مع عدي أوبيهي رفيق عبد الكريم الخطيب وكاتم أسراره. كان عبد الله إسوفغ، الملقب "باتريس لومبابا" المغرب، ضمن المجموعة الأولى التي أسست الحركة الشعبية الدستورية، وشاهد "عصر" على أحداث كبرى شهدها المغرب قبيل الاستقلال وبعده، أهمها الصراع التاريخي بين القصر وجزء من الحركة الوطنية، ثم حروب التصفيات الجسدية بين حزبي الاستقلال والشورى والاستقلال. حضر ابن قصور وزوايا تاكونيت عمليات ومفاوضات اندماج الحركة الشعبية الدستورية وحركة الإصلاح والتوحيد لتشكيل حزب العدالة والتنمية، كما يعتبر ذاكرة العمل النقابي بالمغرب وأحد مؤسسي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. كنا نتقصى الأخبار من بعيد عن هذه التمرد الذي يقوده هذا الرجل ضد فاشية الحزب الوحيد آنذاك، حزب الاستقلال وأقطابه الذي وصل إلى أوج الطغيان، وكنا نعيش في أوضاع أشبه بالبوسنة والهرسك مع هذا الحزب "الوطني". لكن هذا التعاطف مع عدي أوبيهي ضد الفاسيين والاستقلاليين لا يعني زعزعة عقيدة قبائل الرشيدية وتافيلالت وجميع المناطق المجاورة لها وولائهم التلقائي والفطري للمؤسسة الملكية والسلطان محمد الخامس وأبنائه.كان يصعب، وهذه وقائع عاينتها بنفسي، أن تسمع أو تلاحظ أو تسجل أي حركة أو كلمة تمس بالولاء المطلق للعرش الملكي والملك المغفور الله محمد الخامس.أعلن عدي أوبيهي حينها الثورة المطلقة، قاطعا الصلة بالسلطة المركزية التي يشتغل في إطارها، إلى درجة أنه كان يعتقل رجال السلطة والأطر والإداريين الذين كانت ترسلهم الحكومة المركزية، ويحتجزهم في خم للحمام، وصلت ثورة عدي أوبيهي مرحلة تعاطف معه خلالها العديد من الأمازيغيين الرافضين للسيطرة الاستقلالية، وهو ما وصل إلى حد اندلاع ثورات صغيرة داخل مؤسسة الجيش، وتحديدا بالثكنة العسكرية بمكناس، في 1957، بعدما أعلن شباب تمردهم ومساندتهم لعدي أوبيهي في ثورته. في هذه الفترة، حظر عدي أوبيهي على جميع أعضاء حزب الاستقلال الإقامة في منطقته، كما منع جميع الأنشطة التي لها علاقة بالحزب، علما أن الاستقلاليين كانوا يسيطرون على المشهد السياسي المغربي في تلك الفترة، ويقودون الحكومة والمؤسسات العمومية. ذاع صيت ثورة عدي أوبيهي التي استهدفت عدة مصالح تابعة لحزب الاستقلال. غير أنها توسعت بشكل أضحى يستهدف الدولة برمتها، خصوصا بعد تزايد المتعاطفين مع أوبيهي والمساندين لتمرده.هذه الحركة الجديدة ستتبنى أحلام الأمازيغيين والقرويين المناهضين لحزب الاستقلال وسيطرته، والذين سبق لهم أن عبروا عن غضبهم عبر التمرد وشن حرب مفتوحة على الجميع.في تلك المرحلة، ونحن مراهقون وشباب، بدأت أشياء تتحرك في دواخلنا، هو ما نسميه بداية تشكل الوعي السياسي، وبدأت أطرح أسئلة عن ماهية الاستقلال والسياسة والمقاومة.هناك عدد من المعطيات التي أوردتها كتب التاريخ في ما بعد تؤكد تفاصيل عن هذه المواجهة التي تطورت إلى استعمال السلاح وإطلاق الرصاص على ممثلين للدولة.يقول بعض المؤرخين إن عشرات من سكان قصر السوق وأتباع عدي أوبيهي، اقتيدوا إلى السجن، بينما فتح تحقيق بشأن الحادث وعلاقته بتمرد عدي أوبيهي. أسفر التحقيق عن كشف العلاقة بين أوبيهي ولحسن اليوسي الذي اختفى،بعد ذلك، بجبال الأطلس، قبل أن يتمكن من التسلل نحو إسبانيا، فيما استمر احتجاز أوبيهي لمدة سنة كاملة. رفقة العديد من السكان الذين شهدوا حادث إطلاق النار، قبل تقديمه للمحاكمة في دجنبر من 1958. يوسف السكت

عبد الله إسوفغ… كاتم أسرار عبد الكريم الخطيب6

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نوال المتوكل... غزالة الأطلس6

عشرون سنة في ضيافة القذافي6

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات