شهدت العاصمة الاقتصادية في 15 أبريل 1962 ميلاد نجمة، ستخلد اسمها بمداد من فخر، وستكتب جزءا من تاريخ الرياضة الوطنية، بحبر من ذهب، وسترفع راية الوطن عاليا.نوال المتوكل، أول امرأة عربية وإفريقية تتذوق حلاوة الذهب الأولمبي، حينما أحرزت ذهبية 400 متر حواجز، في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، لتنطلق مسيرتها الرياضية على أفضل نحو، مستثمرة إنجازها التاريخي، لتبلغ أعلى الدرجات وأسماها محليا وعالميا. حكاية نوال مع التألق ترويها لقراء “الصباح” منذ البداية، بأدق تفاصيلها، إلى أن أصبحت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بفضل ذكائها ونبوغها، بعيدا عن مضمار السباق، الذي قادها إلى كل هذا التألق. حكاية نوال مع التألق ترويها في فصول ومحطات، وتفتخر أن محطتها الأولى كانت رفقة والدها في فضاء “كازابلانكيز”. اخترت السياسة لتذوق طعم آخر للتفوق يشكل غشت 1997، محطة لها وزنها في حياة هذه البطلة الشامخة المعالم والمنجزات، حينما قررت اقتحام عالم السياسة، عبر بوابة حزب التجمع الوطني للأحرار."لقد اخترت عملة أخرى للتألق، وخدمة وطني"، تقول نوال، "لذلك فضلت الاندماج في عالم السياسة الذي ظل دائما قريبا مني"، "كانت المناسبة مواتية حينما عينني المغفور له الملك الحسن الثاني كاتبة الدولة لدى الوزير الأول المكلفة بالشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة"، وهو المنصب الذي احتفظت به إلى غاية 1998، حيث برزت سيدة من حديد من خلال المشاريع التي برمجت لها في إطار إصلاحي تنموي للمجتمع والرياضة الوطنية بشكل عام.وفي أكتوبر 2007 ، تم تعيينها وزيرة للشباب والرياضة في عهد الوزير الأول عباس الفاسي، وفي 29 يوليوز 2009 ، تم تعويضها بالوزير منصف بلخياط.تكشف نوال أنها تجربة كانت أكثر من رائعة، وظفت خلالها كل معارفها وعلاقتها الرياضية والاجتماعية" إحساس خاص ينتابك وأنت تقدم عملا سياسيا لوطنك، يختلف تماما عن الإحساس داخل الحلبة أو فوق رقعة الميادين".لقد كان لكلمات صاحب الجلالة وهو يعينني إلى جانب خمس نساء في الحكومة، وقع خاص حينما قال" أخذت بعين الاعتبار من حيث تكوينها عنصر الفعالية بالأساس"، إنها كلمات ستظل عالقة بذهني، لأنها لخصت في جمل قصيرة شخصية نوال الرياضية والسياسية.لم تخف نوال الصعوبات التي واجهتها في عالم السياسة، حينما قالت " الضرب من تحت الحزام سلاح سياسي بامتياز، بينما تعتمد الرياضة على المواجهة المباشرة والتنافس الشريف، لذلك وجدت صعوبات في البداية، قبل أن يشتد عودي وأتعود على الضربات التي نجحت في التصدي لها في العديد من المناسبات، ومع ذلك فأنا راضية عن ما حققته، وعلى الخصوص فخورة بثقة عاهل البلاد".نورالدين الكرف