تستيقظ في الصباح الباكر، وتستعد للخروج من المنزل، في اتجاه مؤسستها التعليمية بالبيضاء، حيث من المنتظر أن تلتقي زملاءها التلاميذ، للاستعداد لامتحانات نيل شهادة الباكلوريا. وفي أحد الأقسام الدراسية، يجتمعون، في انتظار وصول الأستاذ، ليشرعوا في حل تمارين في الرياضيات والإجابة على أسئلة أخرى، قبل أن يقرروا التوقف لأخذ استراحة قصيرة. وبعد ساعات من المراجعة، تعود ياسمين، من جديد إلى المنزل، لتبدأ رحلة أخرى، دائما في إطار استعدادها للامتحانات، إذ تحاول البقاء، قدر الإمكان في غرفتها بعيدة عن الضجيج، محاولة التركيز لمراجعة دروس يمكن أن تكون موضوع أسئلة في امتحانات الباكلوريا. إنها أبزر المحطات اليومية لياسمين، تلميذة مرشحة لاجتياز امتحانات نيل شهادة الباكلوريا خلال الأيام المقبلة، وهي المحطات ذاتها التي يعيشها نصف مليون مغربي، مرشح لاجتياز الامتحانات، حسب أرقام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني. في غرفة ياسمين الصغيرة، والتي وضعت تحت تصرفها، منذ بداية السنة الدراسية، حتى تراجع دروسها دون إزعاج، توجد أوراق مبعثرة وكتب فوق طاولة، وأقلام على أحد الرفوف. تقول ياسمين إن أسرتها حرصت على أن تكون لها غرفة خاصة، أملا في أن تكون مرتاحة خلال استعداداتها للامتحانات، مضيفة أن قرار الأسرة، كان صائبا، باعتبار أنها تفضل الاستعداد للامتحان في المنزل "صحيح أنه في الكثير من الأوقات أحتاج إلى مساعدة، إلا أنني أفضل المراجعة في المنزل، وحتى إذا اضطررت إلى استشارة، أتواصل مع أصدقائي عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرة أنها في بعض الأحيان، تراجع دروسها رفقة بعض التلاميذ، مع الحرص على ألا يضم الفريق أكثر من خمسة أشخاص، "حتى نتمكن من المراجعة في جو ملائم"، على حد تعبيرها.الأجواء داخل منزل ياسمين، انقلبت رأسا على عقب، وكأن جل العائلة تستعد لامتحانات الباكلوريا "صحيح أن أسرتي تحرص على أن تكون نفسيتي جيدة وأن تخلق لي جوا مريحا، إلا أن مبالغة بعض أفرادها، في مراقبتي والتأكد إن كنت، بالفعل، منهمكة في المراجعة، يسبب لي التوتر، دون الحديث عن التوتر الذي أعانيه بسبب التفكير في أجواء الامتحانات". وتضيف ياسمين "أعلم أن أسرتي لا تقصد ذلك، وأنها تقوم بالأمر دون أن تدرك عواقبه، إلا أن المبالغة في ذلك، تنقل إلي توترها".إيمان رضيف