الاقتناع بالتعليم العمومي لا يعفي من الدروس الخصوصية

رحاب تستفيد من 72 ساعة من الدعم في الشهر مقابل 1100 درهم وتستعد لأخرى خاصة بالمباريات في حدود الساعة السادسة مساء، ينتهي يوم رحاب مزياتي داخل ثانوية تأهيلية تقنية عمومية بالبيضاء. وحينما تغادر القسم وتتجاوز البوابة الكبيرة، تجد سائق حافلة للنقل المدرسي، يستعجلها من أجل الصعود، حتى تلتحق في الوقت المناسب بمدرسة خصوصية."هذا حالي منذ بداية الموسم الدراسي، نهاية يوم دراسي في الثانوية العمومية، لا تعني أن أتوجه مباشرة صوب المنزل، لأن التخصص الدراسي الذي اخترته في سلك البكالوريا، يتطلب مضاعفة الجهد طيلة السنة، لذلك أستفيد من حصص دعم وتقوية في المواد الأساسية، في مدرسة خاصة، يصل مجموعها إلى 18 ساعة في الأسبوع".تعي رحاب مزياتي، على نحو جيد، أن السنة الأخيرة من سلك البكالوريا، مرحلة مفصلية في حياتها، لأن تجاوزها بنجاح، هو الذي يرسم ملامح مستقبلها، سيما في الجانب المهني، لذلك "ليس الرهان الحصول على شهادة الباكلوريا، إنما المعدل والميزة التي سيتم بها ذلك".ومن هذا المنطلق، قررت هذه التلميذة المتحدرة من أسرة من الطبقة المتوسطة، ويعد فيها الأب، من قدماء العمل السياسي اليساري، متابعة دراستها في التعليم العمومي، تجسيدا لاقتناع أسري بجدوى المدرسة العمومية والحق فيها، والاستفادة في الوقت ذاته من دروس خصوصية، لاحتواء أي مخاطر قد تنتج عن اختلالات التعليم العمومي.ومن أجل ذلك، وقع اختيار التلميذة، التي ستحصل خلال الأسابيع المقبلة على شهادة الباكلوريا في تخصص العلوم والتكنولوجيات الكهربائية، على مجموعة مدرسية شهيرة بالبيضاء، بناء على "سمعتها ومقاربتها المبتكرة لطريقة تمكين التلاميذ من دروس الدعم"، مقابل 1100 درهم شهريا.وتدفع الأسرة ذلك المبلغ، منذ بداية الموسم الدراسي، مقابل دروس في الرياضيات وعلوم المهندس والفيزياء والفلسفة، وهي المواد الأربع التي ستجتاز فيها التلميذة، الامتحان الوطني الموحد، الذي يشكل نسبة 50 في المائة من المعدل العام لشهادة الباكالوريا.وبالنسبة إلى مصطفى ولطيفة، والدي التلميذة، اللذين يعترفان بأنهما يعيشان هذه الأيام ضغطا نفسيا يصرفانه خارج دواخلهما بشكل إيجابي، متجسدا في عناية خاصة وتنازلات في سبيل دعم ابنتهما حتى تجتاز هذه المرحلة كما هي مسطرة، "الجيد في المقاربة المعتمدة من قبل المدرسة في دروس الدعم التي تستفيد منها رحاب، أنها تدرسها، البرنامج الدراسي، كأنها لا تتابع دراستها في مدرسة عمومية".وبفضل ذلك، استطاعت المستفيدة، أن تتجاوز مشكلة، كانت لتؤرقها هي وزملاؤها في الثانوية، حينما حرموا من الشروع في تلقي دروس مادة أساسية في البرنامج، طيلة الفترة الممتدة من شتنبر إلى يناير، بسبب خصاص في الأساتذة، وسم انطلاقة الموسم الدراسي بجهة البيضاء.ولا يعد مثل ذلك التعثر، الدافع الوحيد للتلاميذ والأسر للجوء إلى الدروس الخصوصية، بل أيضا، لأن المدرسة العمومية، وعلى نحو لا يجد له الآباء تبريرا، بمجرد أن ينهي المدرسون تقديم الدروس للتلاميذ، وإجراء فروض المراقبة المستمرة، يغادر التلاميذ الأقسام، ويتركون لمواجهة فترة الإعداد للامتحانات هم وأسرهم بشكل انفرادي.وبسبب ذلك، يكون لزاما الاستعانة بخدمات المدارس الخصوصية، التي تفتح أبوابها للمترشحين لامتحانات الباكلوريا، إلى غاية أن تفصلهم ليلة واحدة عن موعد الامتحان.وخلال تلك المدة يتعلم التلاميذ كيفية الإعداد، وتحت إشراف المدرسين، وهؤلاء أغلبهم عاملون في التعليم العمومي، يتم امتحان التلاميذ بشكل يومي، في نماذج من الامتحانات الوطنية الموحدة السابقة، إلا أن يتمكنوا، من ضبط منهجيات الصياغة وتحرير الأجوبة، وتتكون لديهم صورة عامة عن الوضعيات التي يحتمل أن يمتحنوا فيها.إعداد رحاب مزياتي، للامتحان الوطني، لا ينتهي عند الاستفادة من دروس خصوصية ما مساء أيام الأسبوع من الاثنين إلى الجمعة، ومن الساعة الثانية بعد الزوال إلى السادسة مساء يوم السبت، ومن التاسعة صباحا إلى الواحدة زوالا يوم الأحد، إنما، شكلت، هي وبعض زملائها، مجموعة عمل، فيتناوبون على الإعداد الجماعي للامتحانات، في ضيافة أسرهم.وعلى غرار الكثير من الأسر المتوسطة في المدن الكبرى، يدرك مصطفى ولطيفة، والدا رحاب، أن المهمة التي تجندا بشكل خاص من أجل نجاحها طيلة الموسم الدراسي الحالي، لن تنتهي، بمجرد اجتياز التلميذة للامتحان وظهور النتائج، عندما سيخوضان مع ابنتهما مرحلة الدروس الخصوصية الخاصة بإعداد الحاصلين على الباكالوريا، لاجتياز مباريات ولوج المدارس العليا.امحمد خيي

الاقتناع بالتعليم العمومي لا يعفي من الدروس الخصوصية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسرة ياسمين خصصت لها غرفة لتراجع دون إزعاج

"صوفت" للعقار تطور مشاريع جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات