عيشان اختصاصي في الأمراض التنفسية قال إن الإقلاع عن تناول السجائر يتطلب إرادة وعزيمة كشف البروفيسور عبد العزيز عيشان، اختصاصي في الأمراض التنفسية وأمراض الحساسية، مخاطر التدخين، مشددا على ضرورة الاستعداد النفسي من أجل الإقلاع عنه. وأوضح عيشان في حوار أجرته معه «الصباح»، أن الخوف لا يهم النيكوتين فقط، التي تحتوي عليها السيجارة بنسبة كبيرة، إنما، أيضا، من 4 آلاف مادة كيماوية مجهولة، تهدد حياة المدخنين، مشيرا إلى أن تلك المواد تؤثر على كامل أعضاء الجسم. في ما يلي نص الحوار: متى يمكن أن يتأكد المدخن أنه حان الوقت للإقلاع عن التدخين؟ التوقف عن التدخين لابد أن يكون في أقرب وقت ممكن، وألا ينتظر المدخن مرور سنتين أو أكثر حتى يتخذ قرار الإقلاع عنه، باعتبار أنه في كل يوم يدخن فيه سيجارة، فهو معرض للإصابة بأمراض خطيرة. صحيح أن أعراض التدخين وآثاره قد تظهر بعد سنوات من التدخين، إلا أن الخطر يظل قائما، وتداعيات التدخين قوية جدا. الكثير من المدخنين يعجزون عن الإقلاع، إلى ماذا تعود الأسباب؟ السيجارة تحتوي على 4 آلاف مادة كيماوية، من بينها النيكوتين، وعند تدخينها يتعود الجسم عليها، إذ بعد مرور مدة من الوقت، يصير في حاجة ماسة إليها لخلق التوازن، باعتبار أنه يتخلص منها عن طريق البول، بعد أن كانت بالرئة، وانتشر بكامل الجسم عن طريق الدم. إذن، الجسم لا يحتاج فقط إلى النيكوتين، بل إلى المواد الأخرى التي تحتوي عليها السيجارة؟ صحيح، غالبا ما نتحدث عن النيكوتين فقط، باعتبار أنه مادة معروفة، وتستعمل أيضا في صنع العديد من الأدوية، فيما باقي المواد تعد مجهولة المصدر. وعلى العموم فالخطر لا يهم فقط النيكوتين، رغم أنها مادة أساسية، بل أيضا المواد الأخرى التي تحتوي عليها السيجارة، والتي تلعب دورا كبيرا في إصابة المدخن بأمراض كثيرة، ولها تداعيات على المدخن. تعتبر الرئة من الأعضاء التي تتأثر بشكل كبير بالتدخين، فهل هناك تأثيرات أخرى؟ الجسم بأكمله يتأثر بالتدخين، وأبرز المضاعفات تتعلق بتقلص حجم الشرايين، بسبب تكون ماد معينة، الأمر الذي يحول دون وصول الدم إلى القلب بصورة طبيعية، وهنا نكون أمام خطر الإصابة بأزمات قلبية. كما يمكن أن يسبب تقلص الشرايين في إحساس المدخن بالعياء الشديد، بسبب ضعف تسرب الدم إلى مجموعة من الأعضاء. كما أن التدخين يمكن أن يسبب مشاكل صحية في الجهاز الهضمي، والإصابة بمجموعة من السرطانات المتعلقة بهذا الجهاز، إضافة إلى مضاعفات على الجهاز البولي، باعتبار أن المواد الكيماوية، وفي الوقت الذي يتخلص منها الجسم، تظل مدة طويلة في المتانة، الأمر الذي قد يسبب سرطانا. هناك تحذيرات من التدخين السلبي ، أين يكمن الخطر في ذلك؟أريد الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من النساء يعانين بعض أنواع السرطانات بسبب التدخين السلبي. كما أن الأخير، وفي أماكن مغلقة، يضعف مناعة الأطفال، الأمر الذي يهدد صحتهم ويعانون معه مجموعة من الأمراض. ما هي الطرق التي قد تساعد المدخن على الاقلاع عن التدخين؟ صحيح أن الإقلاع عن التدخين، أمر ليس هينا، إلا أنه لابد من المحاولة وتجربة الأمر. من جهة أخرى، على المدخن تحديد وقت محدد للتوقف عن الأمر، والاستعداد نفسيا لخطوة مهمة في حياته، والتي تقيه من الإصابة بأمراض خطيرة، مع إعلان خطوته للمقربين وأصدقائه، من أجل مساعدته. هناك أدوية يمكن أن تساعد المدخن على تحقيق الأمر؟ عند توفر الإرادة القوية لدى المدخن، يمكن مساعدته على الإقلاع عن التدخين، بإعطائه بعض الأدوية، تخفف توتره بسبب التوقف عن استهلاك النيكوتين، والمواد الكيماوية الأخرى التي تحتويها السيجارة، سيما أن عددا كبيرا من المدخنين يمكن أن يعانوا الاكتئاب والقلق خلال مرحلة الإقلاع عن التدخين، إضافة إلى لاصقات تحتوي على النيكوتين بنسبة قليلة، وغالبا ما ينصح بتغيير أماكن وضع تلك اللاصقات. فرصة رمضان وماذا عن السيجارة الالكترونية، هل تساعد المدخن في الإقلاع عن التدخين؟ لم تظهر أي نتيجة إيجابية للسجائر الإلكترونية، في ما يتعلق بمساعدة المدخن بالتوقف عن التدخين، بل على العكس من ذلك، إذ يلاحظ أن الذين جربوا هذه السيجارة، ورغم أنهم ليسوا من المدخنين، باعتبار أنها أضحت موضة العصر، أضحوا مدمنين على السيجارة العادية، وهذا مشكل كبير، ويؤكد أنها ساهمت في رفع عدد المدخنين، وبالتالي المصابين بأمراض كثيرة يسببها التدخين. وأنصح المدخنين باستغلال رمضان من أجل الإقلاع عن التدخين، باعتبار أن المدخنين يظلون ساعات طويلة دون إدخال المواد التي تحتويها السيجارة إلى الجسم. في سطور- اختصاص في الأمراض التنفسية وأمراض الحساسية.- أستاذ جامعي سابقا بكلية الطب ومستشفى 20 غشت بالبيضاء. أجرت الحوار: إيمان رضيف