دركي حقق في جريمة قتل ارتكبها بنفسه قادت الصدفة وحدها، إلى اعتقال شاب في عقده الثالث، يشتغل شرطيا بآسفي، بعد أن حاول السطو بيد مسلحة على وكالة بنكية، بمنطقة الجريفات بآسفي.الساعة تشير إلى الثالثة والنصف عصرا، توجه الشرطي إلى مقر الوكالة، وقبل ولوجها ببضعة أمتار وضع قناعا على وجهه، ودلف إلى داخل الوكالة البنكية، وبيده سكين كبيرة، غير أن انتباه عناصر الأمن الخاص، دفع المتهم إلى الدخول معهم في مواجهة، قبل أن يطلق ساقيه للريح.وأثناء مطاردته، صادف مرور فرقة الدراجين بالقرب من الوكالة البنكية، ليتم إشعارها بأن المعني بالأمر، لص حاول السطو على الوكالة البنكية، لتتم مطاردته من طرف العناصر الأمنية، إلى أن تم إيقافه بأحد الأزقة، بعدما أخذ منه التعب مأخذا.بدا المتهم غير قادر على مواصلة الركض أو مواجهة عناصر الشرطة، وبمجرد إيقافه، نزع القناع عن وجهه، لتكون المفاجأة، بعد أن تبين للشرطي أن زميله في العمل، هو الذي كان مطاردا. في اليوم نفسه، جلس المتهم في مكتب رئيس مجموعة الأبحاث الجنائية الأولى، ليكون السؤال الموجه إليه "ماذا وقع بالضبط"، ليأتي الجواب تلقائيا: "لقد حاولت السطو على الوكالة، لكنهم قاوموني، وهربت قبل أن تطاردني دورية من فرقة الدراجين".كشفت التحريات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية للأمن الإقليمي بآسفي، مع المتهم المزداد سنة 1980، متزوج وأب لطفلين، إلى أنه ارتكب قبل أسابيع قليلة من العملية الثانية، عملية سطو على وكالة بنكية بجماعة جزولة، وسرق مبلغا يقارب 25 ألف درهم، كان بحوزة الموظفة المسؤولة عن الصندوق المالي للوكالة، دون أن يتم التعرف على هويته، لأنه كان يضع قناعا على وجهه ونظارات شمسية.واعترف المتهم أنه بعد تنفيذ العملية الأولى، كان ينوي تنفيذ العملية الثانية بآسفي، إذ اختار إحدى الوكالات البنكية الموجودة بشارع الجريفات.الحالة الثانية تتعلق بجريمة قتل، إذ ما زال العديد من سكان الشماعية، يتذكرون رواية قتل "السكاف" ، قبل سنوات عديدة، وما تلا ذلك من حملة اعتقالات واسعة في صفوف العشرات من المواطنين، إذ كان الدركي المكلف بهذا الملف، يحقق يوميا مع العشرات من الأشخاص، ممن تربطهم علاقة من قريب أو بعيد مع الضحية، الذي عثر على جثته مرمية في منطقة خلاء.بعد أسابيع، كانت مسطرة البحث التمهيدي جاهزة، والمتهم في ضيافة عناصر الدركي الملكي، واعترافه بتفاصيل الجريمة، وكيفية نقل الجثة للتخلص منها واضح لا غبار عليه.كان الدركي، منتشيا بإنهاء مسطرة البحث، وفك لغز جريمة غامضة، تعتبر واحدة من أغرب الجرائم التي عرفها إقليم آسفي في تلك الفترة.مرت أسابيع وشهور، قبل أن يلتقي سائق "بيكوب" تربط بين آسفي ومراكش، فتاتين، دخل معهما في حديث جانبي، سرعان ما تحول إلى حديث عن هذه الجريمة، إذ أكدتا الفتاتان، على أنهما كانتا في جلسة خمرية مع الضحية "السكاف" والدركي، وأن خلافا نشب بينهما، انتهى بالاعتداء على الضحية من قبل الدركي، إذ وجه الأخير إلى الأول ضربات قاتلة، وأنهما غادرتا إلى مدينتهما آسفي في تلك الليلة بطلب من الدركي، دون أن يعرفا ماذا وقع بعد ذلك.ظل سائق "البيكوب" يفكر، في ما قد يترتب عن هذه المعطيات التي توصل بها في حالة عدم التبليغ عنها، ليقرر في آخر المطاف التوجه نحو مقر الدرك الملكي، وإشعار رئيس المركز بهذه المعطيات، ليتم الوصول إلى الفتاتين وكشف لغز هذه الجريمة، واعتقال الدركي وإحالته على المحاكمة، في حين أخلي سبيل المتهم الأول.محمد العوال (آسفي)