تكريم عدد من الفنانين وعرض «اغزيل الحادكات» في اختتام الدورة في أجواء احتفالية احتضنها المركب الثقافي الحي المحمدي بالبيضاء، أُسدل الستار، مساء أول أمس (الثلاثاء)، على الدورة الخامسة من المهرجان الوطني للمسرح، الذي نظم تحت شعار: "بالحي المحمدي نحيي الوفاء ونشعل نبراس المسرح"، وسط إشادة واسعة بنجاحه وتميزه. وعرفت هذه الدورة مشاركة مكثفة لفرق مسرحية تمثل مختلف جهات المملكة، مما أضفى على التظاهرة طابعا وطنيا بامتياز، كما تميز المهرجان بانفتاحه الكبير على عدة جمعيات، من خلال عروض مسرحية وندوات فكرية ساهمت في ترسيخ قيم الفن المسرحي وإشراك الأجيال الجديدة في صناعة المشهد الثقافي المحلي. وصرح يوسف الرخيص، رئيس مقاطعة الحي المحمدي، بأن الدورة الخامسة شهدت تفاعلا لافتا من سكان المنطقة، الذين أبدوا اهتماما متزايدا بالمبادرات الثقافية والفنية، مؤكدا أن هذا النجاح ما هو إلا نتيجة لشراكة فعالة بين المقاطعة الجماعية وفعاليات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن أبواب المقاطعة ستظل مفتوحة لكل المبادرات الهادفة إلى النهوض بالقطاع الثقافي وتثمينه، داعيا إلى تضافر الجهود بين الفاعلين الثقافيين والجمعيات لتقديم مشاريع مبتكرة من شأنها إعادة الحي المحمدي إلى موقعه الريادي في الخريطة الثقافية الوطنية. وشكل حفل الاختتام مناسبة لتكريم عدد من الفاعلين والمشاركين الذين ساهموا في إنجاح الدورة، إضافة إلى تقديم العرض المسرحي "اغزيل الحادكات" لجمعية "تكدة" للمسرح والفنون الشعبية، بمشاركة عدد من الفنانين، من بينهم حنان خالدي ورجاء لطفين وفاطمة حركات وجواد السايح ومصطفى اهنيني وياسين دخوش، وآخرون، الذين أمتعوا الحضور بأداء مميز عكس جودة الإنتاج المسرحي. كما خصصت الدورة لتكريم روح الفنان الراحل أحمد كارس، أحد أعمدة المسرح المغربي، اعترافا بمسيرته الفنية الغنية وإسهاماته الكبيرة في ترسيخ ثقافة الخشبة، إذ يعتبر كارس من أبناء البيضاء الذين تأثروا بمسرح السبعينات وبفرقة ناس الغيوان، وتميز بأسلوبه التحليلي وقدرته على تقديم فرجة مسرحية متكاملة. وتوزعت فعاليات المهرجان بين المركب الثقافي الحي المحمدي والخزانة البلدية، وشملت عروضا مسرحية ولقاءات فكرية وتكريمات، في حضور نخبة من المسرحيين والمثقفين، ما جعل عددا من الفنانين يؤكدون أن هذا الحدث يؤكد مرة أخرى أن الحي المحمدي لم يفقد بريقه الثقافي، بل ما زال وفيا لهويته الفنية ومنارة للتجارب المسرحية، التي تجدد ارتباطها بالخشبة والجمهور كل سنة، إذ كرس المهرجان، في دورته الخامسة، مكانة المنطقة، باعتبارها أحد أبرز الفضاءات الثقافية بالمملكة، ومجالا حيا لذاكرة المسرح الوطني، في أفق دعم الإبداع وتثمين الرصيد الفني المغربي. خالد العطاوي