لشكر ينهي حلم الحزب الاشتراكي الكبير

رافق الإعلان عن نتائج انتخابات 25 نونبر 2011، حدثين بارزين: وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة وعودة حزب الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضة. ما رأى فيه المراقبون حينها، ورغم مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في الأغلبية الجديدة، مؤشرا على تقاطب سياسي حقيقي في المغرب، باعتبار أن اصطفاف الاتحاديين في المعارضة، من جديد، حافز لتحقيق واحد من أحلام اليسار المغربي: الوحدة داخل بيت كبير يسع شتاتهم.ومرد اعتبار القرار حافزا، كان يعزى إلى أن الاصطفاف، بحد ذاته، يعد انتفاء لواحد من المعيقات التي ظلت تصطدم بها الرغبة في توحيد اليسار، طيلة العقد الأول من عمر العهد الجديد بالمغرب، مجسدا في اختلاف حاد في وجهات النظر حول جدوى استمرار الاتحاديين في الحكومة بعد 2002. وتجسدت أولى خطوات "المجاملة" التي زكت أمل الكثيريين، في إيفاد الاتحاد الاشتراكي 10 من قيادييه إلى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد، يوم 16 دجنبر 2012.عودة الود بين الاتحاد الاشتراكي، والحزب الاشتراكي الموحد، ومعه حليفاه في فدرالية اليسار الديمقراطي: الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يقوده عبد الرحمان بنعمرو، والمؤتمر الوطني الاتحادي، الذي أسسه النقابي نوبير الأموي، لم تدم طويلا، ودخلت النفق المسدود بشكل نهائي، منذ غشت 2013، التاريخ الذي شهد مواجهة ساخنة بين القيادة الجديدة للاتحاد الاشتراكي، ونبيلة منيب، الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، على خلفية إعلان الأخيرة، أن "لا تحالف مع القيادة الجديدة للاتحاد الاشتراكي".موقف لم تتقبله قيادة الاتحاد الاشتراكي، فردت بافتتاحية، تبرز أن ما يفرق اليسار، حقيقة، هو أكثر مما يجمعه، والمسافة الوسطى، التي ستقام فيها عتبة الحزب الاشتراكي الكبير، لن تظهر معالمها بعد، إذ جاء تقييم قيادة الاتحاد الاشتراكي لمواقف نبيلة منيب، قاسيا، فقالت الافتتاحية إنها الأمينة العامة "تريد من النظام أن يصبح برلمانيا، بسرعة الفاست فود، وتريد من الملكية أن تصبح تلميذة نجيبة تنتظر تنقيطها".وفي المحصلة النهائية، تبرز الصورة العامة للوضع، أن وضع اليسار المغربي، وعلى خلاف المتوقع، آل بعد مرحلة "الربيع العربي" التي قطف ثمارها المحافظون، إلى وضع لم يكن عليه يوما: اتسع حجم الهوة بشكل كبير بين التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، وانحسر حزب جبهة القوى الديمقراطية حتى اختفى من الإعلام بمجرد رحيل مؤسسه التهامي الخياري، ثم انقطعت حبال الود، بشكل نهائي بين القيادة الجديدة للاتحاد الاشتراكي وفدرالية اليسار الديمقراطي المشكلة من ثلاثة أحزاب.وحتى مبادرات تجميع العائلة الاتحادية، التي اعتبرتها القيادة الجديدة للاتحاد الاشتراكي، من أولوياتها، فتمكنت في ماي 2013، من إدماج الحزب العمالي والحزب الاشتراكي في حزبهم الأصلي، لم تخلق فارقا كبيرا في المشهد، بقدر ما ساهمت في تعميق جراح الاتحاد الاشتراكي، حينما اعتبرها التيار المعارض للقيادة الجديدة للحزب، موجهة ضده، حينما قلبت المقاعد التي حصل عليها المندمجون في هياكل الاتحاد، نتائج المؤتمر، رأسا على عقب.ومن أبرز المفارقات أيضا، في أحوال اليسار، هو أنه في الوقت الذي تتيح فيه الشروط التي أفرزتها مرحلة ما بعد اعتماد دستور 2011 في المغرب، سيما إمكانيات التأسيس لوقوع فرز في المشهد السياسي على أساس المرجعية والهوية، يستعد الاتحاد الاشتراكي ليعرف انشقاقا جديدا، وتأسيس حزب من قبل معارضي قيادته الجديدة، على خلفية الفشل في مأسسة التيارات داخل الحزب.ا. خ

لشكر ينهي حلم الحزب الاشتراكي الكبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رجة 2011 تعصف بالأقطاب الثلاثة

زعامات وهمية لقيادات كرطونية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات