رصدت تقارير كشفت عنها الشبيبة الاستقلالية الوضع الخطير الذي يحيط بتمدرس مئات الآلاف من التلاميذ الطلبة المغاربة بالخارج، خاصة في ما يتعلق بـ" تفشي ظواهر التهويد والتنصير والتشيع والتطرف الديني"، التي أصبحت تشكل هاجسا أساسيا لا يقل أهمية عن الانشغال بقضايا التمدرس والمتمدرسين في أرض الوطن.وسجل المكتب الوطني للشبيبة المدرسية التابع لحزب الاستقلال، في اجتماع الاثنين الماضي، أن الوضع التعليمي لأبناء الجالية المغربية أصبح متأزما، في ظل قرارات حكومية تؤكد بالملموس غياب سياسة تعليمية واضحة المعالم تنعكس إيجابا على مستوى المنتوج التعليمي المقدم للتلاميذ المغاربة أينما وجدوا، خاصة في ما يتعلق بالتعليم غير النظامي للغتين العربية والأمازيغية والثقافة المغربية لفائدة أبناء الجاليات المغربية المقيمين بدول المهجر، محملا الدولة مسؤولية الحرص على تتبع تمدرس أبناء المغاربة في الخارج، وربطهم بالقيم الدينية والثقافية والحضارية لبلدهم، قصد حمايتهم من كل أشكال التطرف الذي بات يشكل خطرا كبيرا يهدد مستقبلهم ويهدد كيان أمتهم ويؤثر سلبا على حسن اندماجهم ونجاحهم الدراسي.كما استنكرت الشبيبة الاستقلالية التراجع عن مضامين الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وتوصيات مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج التي أولت أهمية بالغة لأطفال هذه الفئة من المواطنين ، وعدم الالتزام بتنفيذ مضامين البرنامج الاستعجالي (2013-2009) لإصلاح وتطوير تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية للأطفال المغاربة المقيمين بالخارج، مؤكدة استمرار مسلسل الإخفاقات التي تتخبط فيها منظومة التربية والتكوين ببلادنا في شتى المجالات.وأرجعت التقارير المذكورة ضعف الأجيال الصاعدة من الجاليات المغربية بأوربا، إلى غياب تأهيل الموارد البشرية والتربوية وتقوية قدرات الهيآت الجمعوية والمؤسسات التعليمية الخصوصية العاملة بدول المهجر وغياب دورات التكوين المستمر للمدرسين العاملين في مجال التعليم غير النظامي للغة والثقافة المغربية لأطفال المهجر، بالإضافة إلى هشاشة العرض التربوي والبيداغوجي، الشيء الذي يسهل عملية اختراقهم من لدن مؤسسات وجمعيات لها ارتباط بمنظمات دولية متطرفة تنشط بهذه الدول.وحذرت التقارير المذكورة من غياب الرقابة الحقيقية للتعليم المقدم لهذه الشريحة من أبناء الشعب المغربي في ما يخص بعض المناهج والمقررات المدرسية البعيدة عن هوية مجتمعنا وقيمه الحضارية، وكذلك الشأن بالنسبة إلى انعدام الرقابة على الهيآت الجمعوية والمؤسسات التعليمية الخصوصية العاملة بدول المهجر، وفق أجندات سياسية وإيديولوجية متطرفة، الأمر الذي ترك أبناء الجالية عرضة لكل أشكال الاستقطاب الدعوي المتطرف المهدد لوحدة العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي.ولتجاوز مرحلة الخطر، وجه حزب الاستقلال، الدعوة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتحمل مسؤولياتها في ما يخص مراقبة الشأن الديني، خصوصا بعض الجمعيات والمؤسسات التي تتخذ من تعليم أبناء الجالية المسلمة اللغة العربية، مطية لتمرير أفكارها المتطرفة، مستغربا التفاوت الكبير في تنزيل اتفاقيات التعاون والشراكة الموقعة بين المغرب وعدد من دول المهجر من دولة إلى أخرى، والتي بموجبها يستفيد أبناء الجالية المغربية من تتبع دروس في اللغة العربية والثقافة المغربية، خصوصا الجالية المغربية بدول الخليج العربي.ياسين قُطيب