من بين أولى الكلمات التي علقت بالأسماع وسطت على أذهان كل من تتبع محاكمة "إسكوبار الصحراء"، كلمة سعيد الناصري أمام هيأة المحكمة بغرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية البيضاء، الجمعة الماضي، بعد المناداة عليه حين قال إنه "مستعد للتعاون مع المحكمة، ليس فقط من أجل مساعدتها للوصول إلى الحقيقة، بل لإيصالها إلى الحقيقة للخروج من الخيال إلى الواقع". وما دام سعيد الناصري اختار استعمال المتضادين، الخيال والواقع، دعونا نسبح شيئا ما بالخيال، في ما قد تجود به الجلسة المقبلة من واقع. ماذا لو كانت بحوزة سعيد الناصري أدلة تبرئه، وهو ما قد يضع أجهزة البحث موضع شك وارتياب؟، خاصة أن محاميا من هيأة دفاعه صرح بأن الناصري استشعر بأن التحقيق والأبحاث لا تذهب في اتجاه كشف الحقيقة، وإنما توريطه، ما دفعه إلى الصمت. وماذا لو كانت بحوزة سعيد الناصري أدلة قد تورط أشخاصا آخرين في هذا الملف، الذي يظهر أنه مبتور من العديد من الحقائق؟، خاصة أنه مباشرة بعد خروج خبر الخيال والواقع وكشف الحقيقة، شرعت أسماء ممن تعتقد أن لها علاقة بالناصري في البحث والتقصي، حول لازمة الممثل المصري عادل إمام "اسمي موجود؟"، في إطار التشويق للحلقة المقبلة، التي سيكون بطلها الناصري. وماذا لو كان كل ما عشناه على مدار سنة ونصف سنة تقريبا مجرد حكايات، من أبحاث وتحقيق قد يفندها صاحب مقولة من الخيال إلى الواقع؟ ويؤكد أن ما استند عليه في شكاية الحاج إبراهيم، مجرد وشاية لم يكن لها على أرض الواقع أي أساس قانوني. وماذا لو أن سعيد الناصري أثبت براءته للمحكمة، من كل التهم التي تزيد عن العشر، التي يتابع بها؟ فلماذا كان الاعتقال من الأصل؟ ولماذا لم تتم محاكمته في حالة سراح، على اعتبار أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته؟ وماذا لو أن سعيد الناصري متورط فعلا، في الاتجار في المخدرات وفي النصب على المالي والاستيلاء على أمواله، بمعية باقي أفراد الشبكة التي تحاكم إلى جانبه؟ ما مصير الأحكام الصادرة بمحاكم الجديدة بإدانة من اعتقلوا؟ وماذا لو؟ وماذا لو؟ وماذا لو؟، فرضيات وأسئلة ستجعل الانتظار والتشويق سيدي الموقف، وتعيد النقاش حول مثل هذه التصريحات، فالأكيد أن الناصري يحاول لعب ورقته الأخيرة والرمي بهذه الكرة التي بدأت بالفعل في التدحرج بشكل كبير في المجتمع، وبدأت تحمل معها العديد من التأويلات، في الاتجاهين، إما أن بجعبة الرجل حقائق مهمة سيتم الكشف عنها، أو أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد "جعجعة بلا طحين"، يحاول من خلالها المتهم لفت الانتباه إليه. وإذا كان ما سردناه مجرد وحي من الخيال، فالأكيد أننا ننتظر ماذا سيكشف عنه الواقع، في جلسة الجمعة المقبل. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma