فرصة الاستفادة من فسحة راحة وصعوبات التأقلم بعد العودة للفصول تزامت العطلة البينية المدرسية، التي انتهت الأحد الماضي، مع رمضان الفضيل، ما اعتبر، بالنسبة إلى التلاميذ والأطر التعليمية والإدارية، فرصة مناسبة من أجل توفير بيئة تعليمية تتماشى وروح الشهر الفضيل الذي يتسم بالصوم والعبادة والتكافل الاجتماعي، إلا أنها لا تخلو من تحديات. وتمثل العطلة البينية المدرسية في رمضان فرصة للحصول على فترة من الراحة الجسدية والنفسية، ما يساعد التلاميذ على التكيف، غير أنه وجبت مراعاة الجوانب التعليمية والتركيز على كيفية الاستفادة من هذه العطلة بشكل متوازن، بما يسهم في تعزيز روح العبادة والتعليم في آن واحد. وتأتي العطلة البينية في رمضان فرصة مهمة للتخفيف من العبء الدراسي عن التلاميذ، خصوصا مع تأثير الصيام على الطاقة والتركيز خلال اليوم، إذ يعاني التلاميذ والأساتذة الإرهاق الذهني والجسدي في ساعات الصوم اليومية، وبالتالي فإن العطلة توفر لهم استراحة تحتاجها صحتهم النفسية والجسدية، كما أنها تعد مناسبة سانحة لتعزيز الجانب الروحي والتربوي للأسرة التعليمية، وتمنحهم فرصة لتنمية أنفسهم من الناحية الدينية. إضافة إلى تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، إذ يجتمع الأفراد حول مائدة الإفطار، ويتبادلون الزيارات العائلية، كما توفر العطلة البينية للتلاميذ وقتا إضافيا للاندماج في هذه الأنشطة الاجتماعية، مما يعزز من قيم التعاون والمشاركة في المجتمع. ورغم الفرص الكثيرة التي تمنحها العطلة البينية خلال رمضان، إلا أن التحديات التي قد تطرأ عليها تبقى كبيرة، منها فقدان التركيز بسبب التغيير في الروتين اليومي، ما قد يؤدي في بدايتها إلى الصعوبة من حيث الحفاظ على التركيز عند العودة إلى المدرسة، خاصة في ظل اضطراب مواعيد النوم والطعام في الشهر الكريم، إذ يجد التلاميذ صعوبة في العودة إلى الدراسة بعد فترة طويلة من التوقف، ما يعرقل استكمال المناهج الدراسية بالشكل المطلوب. وأوضحت عدة فعاليات تربوية أن العطلة البينية في كل الأحوال يبقى لها تأثير على الالتزام بالدراسة، إذ أنه في بعض الأحيان قد يستغل وقت العطلة بشكل غير فعال من قبل بعض التلاميذ، إذ يفضلون قضاء الوقت في الراحة أو الأنشطة الترفيهية على حساب المراجعة أو استكمال الدراسة، وهو ما قد يؤدي إلى تدني مستوى الأداء الدراسي عند العودة إلى المدرسة بعد العطلة. كما أشارت الفعاليات التربوية ذاتها أن العطلة البينية التي تتزامن وشهر الصيام، قد تؤثر أحيانا على سير المناهج الدراسية، إذ قد يؤدي ذلك إلى تأخير في سير المنهج الدراسي، خاصة إذا كانت فترة العطلة طويلة نسبيا، إذ يكون من الصعب على الأساتذة تعويض هذا الوقت المفقود، وبالتالي يؤثر هذا الواقع على تقديم الدروس في الوقت المحدد. أحمد سكاب (الجديدة) راحة ودراسة لضمان استفادة التلاميذ من العطلة البينية في رمضان بشكل إيجابي، يقترح بعض الفاعلين في القطاع التربوي، مراعاة التوازن الإيجابي في هذا الشأن، من خلال توازن بين الراحة والدراسة، وتقديم إرشادات واضحة للتلاميذ حول كيفية استثمار هذه العطلة بشكل مفيد، مثل تخصيص وقت للمراجعة، أو الانخراط في أنشطة تعليمية ترفيهية، أو حتى ممارسة هوايات جديدة، وسعي الأسرة التعليمية لتقديم إستراتيجيات تساعد التلاميذ على العودة إلى المدرسة بروح متجددة وبتركيز أكبر. كما ينبغي على التلاميذ والمعلمين الاستفادة من العطلة الدراسية في رمضان بشكل متوازن لتحقيق الفائدة القصوى، من خلال الاستفادة من هذه الفترات بشكل إيجابي وتنظيم الوقت، وهو ما يمكن من تعزيز العملية التعليمية، بدلا من التأثير السلبي عليها خلال هذا الشهر الفضيل. أ.س