تعود مسابقة "ميس ماروك" من جديد إلى بلدنا السعيد في دورة ثانية، مثلما أعلن منظموها في بلاغ صحافي عمموه على وسائل الإعلام.تعود هذه المسابقة اليوم بعد أن توقفت سنتان بالتمام والكمال منذ دورتها الأولى في 2012. ومنذ فازت "ست الحسن والجمال"، لم نعد نسمع شيئا، لا عن المسابقة وأصحابها، ولا عن "المتوجة" بلقبها. ومنذ ذلك التاريخ، إلى يومنا هذا، لا أحد يفهم ما الغرض من هذه المسابقة إلا منظميها.القضية "فيها إن". ليس لأننا صحافيون ونحب النبش في ما وراء الظواهر و"كانديرو من الحبة قبة"، بل لأن اللبس شعار هذه المسابقة بامتياز والفشل عنوانها الأبرز.العديد من الأسئلة تطرح نفسها بخصوص "ميس ماروك". أولها لماذا يصر الجزائري، صاحب فكرة المسابقة، على تنظيمها في المغرب وليس في بلده الأم؟ هل الجمال مفقود في الجارة الشرقية؟ لماذا غاب سنتين قبل أن يعود من جديد من خلال شركة منظمة جديدة و"سبونسور" جديد؟ ماذا عن الأجرة الشهرية التي قيل إنها ستخصص للفائزة باللقب مدة سنة؟ وأين السيارة التي كانت ستربحها؟ وماذا عن القضية الاجتماعية التي قيل حينها إنها ستخدمها؟ ثم ماذا وقع لصاحبنا الجزائري الذي كان يسير "كباري" بسويسرا قبل أن تنفد أمواله ويصبح على شفير الإفلاس؟ وما نوعية العلاقات التي كانت تجمعه بالمتنافسات في المسابقة؟ وزيد وزيد...يقول المنظمون في بلاغهم الصحافي المدبج بلغة الخشب و"البلا بلا الخاوية": "تسعى نسخة 2015 إلى إعطاء المرأة المغربية فرصة للتعبير عن نفسها فاعلا أساسيا في التغيير الضامن لاستمرارية إرث أجدادنا الحضاري وتشجيع الانفتاح على القيم العالمية الحديثة" !!! وجاء في فقرة أخرى "تعد مسابقة ملكة جمال المغرب 2015 مبادرة فريدة تسعى إلى حشد كافة المقومات التي تميز المرأة المغربية وتجسد ناقلا لقيم الأجداد والانفتاح والتضامن والحداثة" !!! أما "قمة الروعة"، فحين تحدث البلاغ عن أن مثل هذه المسابقات، "عبر تعزيز قيم الالتزام والتضحية بالنفس، تتيح فرصة لترويج صورة المغرب على المستوى الدولي"... بشاخخخخخخخخخخ...لأصحاب "ميس ماروك"، نقول: إنكم لم تأتوا بجديد. وفكرة مسابقات الجمال فكرة بليدة وقديمة ومتجاوزة، ومسابقتكم سبة في حق المرأة المغربية التي لا تحتاج إلى مثل هذه التظاهرات الفاشلة وغير الاحترافية للتعبير عن نفسها، لأنها "معبرة عليها" بالعديد من الطرق وفي شتى المجالات. أما المغرب، "راه مروج صورتو مزيان على المستوى الدولي" لأن وراء ذلك سياسة دولة وملك، "ماشي اللعب والتخربيق". ثم عن أي قيم التزام وتضحية بالنفس تعززها مثل هذه المسابقات التي يجني من ورائها المنظمون أموالا ومصالح شخصية وتكتفي فيها المرأة بحمل تاج مزيف ووشاح لا معنى له، سرعان ما يزول بريقهما لتصبح بعد ذلك في تعداد العاطلين عن العمل، في الوقت الذي تتوج ملكة جديدة على عرش الجمال في سيرورة لا تنتهي من الكذب والاستخفاف بعقول الناس.الكل يعرف أن المغرب بلد مضياف. بل أكثر من هذا، "كا يعطي غير للبراني"، على مستوى "فليساتو" و"عيالاتو"... إيوا جيونا كود وبلا فلسفة ديال "ميس ماروك وداكشي". ولنتوقف هنا عملا بالمثل المغربي الجميل "تزيد تهبش تجبد حنش". (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com