برلمانيون وسياسيون يبدؤون حملاتهم مبكرا ويلمعون صورهم بالإحسان على بعد سنة ونصف سنة من الاستحقاقات التشريعية المقبلة، بدأ عدد من السياسيين والبرلمانيين، في تجميل صورهم أمام الناخبين، من خلال الإحسان العمومي، وتوزيع الأغطية تزامنا مع موسم الشتاء. وعلمت "الصباح" أن حملات انتخابية سابقة لأوانها بدأت بالفعل في الضواحي والمدن الصغرى والجماعات القروية، التي شكلت خزانا كبيرا للأصوات في استحقاقات 2021، خاصة أن جل السياسيين وصلوا إلى قناعة بأن القفة والمساعدات الإنسانية لها قوة كبيرة في التأثير على الانتخابات. وأكد مصدر مطلع لـ "الصباح"، أن مجموعة من السياسيين والبرلمانيين بدؤوا حملاتهم بالفعل، إذ أن البعض يحضر منذ أسابيع قفف رمضان، في حين أن البعض الآخر لجأ إلى توزيع الأغطية. ولم يعد الأمر مقتصرا على "إرشاء" الأسر بالمساعدات الإنسانية، بل انتقل إلى إقحام مؤسسات المنفعة العامة والسلطات المحلية في بعض الأعمال التي تفوح منها رائحة السياسة والانتخابات، إذ وزع أحد البرلمانيين تحت غطاء جمعية تابعة للحزب الذي ينتمي إليه، الأغطية على تلاميذ الداخليات بإقليم أزيلال، من أجل كسب ود الآباء في الانتخابات. والأدهى أن هؤلاء السياسيين يصرون على التقاط الصور أثناء توزيع الأغطية، ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار "الحاضر يعلم الغايب"، وبهدف وضع مساحيق الإحسان العمومي على وجوه السياسيين، الذين عجزوا عن المنافسة ببرامج التنمية، ولم يجدوا سوى المساعدات لترجيح كفتهم. وأثار تصرف السياسيين استياء كبيرا في دمنات، التي وزعت فيها الأغطية على التلاميذ، إذ وزعت حوالي 260 غطاء، على ثلاث دور للطالب، وهناك استعدادات في الأيام المقبلة لتوزيع 1000 غطاء على تلاميذ إقليم أزيلال. وينتمي بعض السياسيين الذين شرعوا في توزيع الأغطية والقفف بإقليم أزيلال، إلى أحزاب في الأغلبية الحكومية الحالية، والتي بدأ بعضها يشعر بسحب البساط من تحت قدميه، ويسارع برلمانيوها لاستعادة بريقهم محليا، خوفا من الخسارة في الاستحقاقات المقبلة. ومن المرتقب أن يشهد إقليم أزيلال، وغيره من الأقاليم التي تنتشر فيها هذه الممارسات، تنافسا حادا على الفوز بقلوب السكان، بعد إلقاء الفتات عليهم في السنة الأخيرة من الولاية الحكومية. وليس السكان وحدهم الغاضبين من تصرف السياسيين، بل إن هناك أيضا برلمانيين ومنتخبين ينتمون إلى أحزاب لم تلجأ بعد إلى "سلاح القفة الفتاك"، وترى أن لا حظوظ لها مع من يوزع المساعدات على السكان، وربما يمر إلى توزيع الأوراق النقدية ساعة الاقتراع، ما يمكن أن يؤدي في السنوات المقبلة، إلى هيمنة أصحاب المال والجمعيات الإحسانية على المشهد السياسي المحلي. عصام الناصيري