يخوضون اليوم إضرابا جهويا موسعا والجامعة تعتبر حقوق ومكتسبات المستخدمين خطا أحمر هددت الجامعة الوطنية للطاقة (إ.م.ش) بخوض أشكال احتجاجية "غير متوقعة"، في حالة إصرار الحكومة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على فرض الأمر الواقع والهروب إلى الأمام والتغييب الممنهج للممثلين الحقيقيين للمستخدمين في تدبير ملف بالغ الحساسية مثل توحيد معايير توزيع الكهرباء بضواحي البيضاء.ومن المقرر أن يشل مستخدمو وأطر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالدار البيضاء والمحمدية والجديدة وآسفي وسطات وبرشيد وابن سليمان الحركة بجميع المكاتب ومقرات العمل اليوم (الأربعاء)، بموازاة تنظيم وقفة احتجاجية صباح اليوم نفسه أمام الإدارة المركزية للاحتجاج على هذا الوضــــــع.وقال محمد زروال، الكاتب العام الوطني للجامعة، إن الاحتجاج انتقل بشكل تدريجي من وقفة احتجاجية محلية يوم 23 أكتوبر الماضي، إلى وقفة جهوية يوم 20 نونبر الماضي، وليصل اليوم إلى إضراب جهوي موسع يشمل فروع ومكاتب الدار البيضاء والمحمدية والجديدة وآسفي وسطات وبرشيد وابن سليمان وآسفي، قبل الانتقال، في الأيام المقبلة، إلى الاحتجاج بطابع وطني، وبعده يمكن أن تتوقع الحكومة والمسؤولون أشكالا احتجاجية غير مسبوقة، دفاعا عن حقوق ومكتسبات الكهربائيين، التي لا تقبل التجزيء والتهريب والتحايل.وأكد زروال، في تصريح لـ"الصباح"، إن الحكومة "تدفعنا إلى الباب المسدود، وهو وضع لا يمكن أن نقبل به على الإطلاق"، موضحا أن المسؤولين عن الملف مازالوا يتمادون ويصرون على تغييب الشريك الشرعي والوحيد للمستخدمين والأطر ومازالوا مصرين على تجريح مشاعر جميع المواطنين وتحسيسهم أن عصر الحماية والاستعمار لم ينتهيا بعد في المغرب، "وإلا ما معنى تفويت مؤسسة عمومية ذات بعد وطني واجتماعي إلى شركة أجنبية وحرمان القطاع العمومي من رقم معاملات كبير، في مقابل الزيادة في أسعار المنتجات الكهربائية التي سيدفعها المواطنون من جيوبهم".وقال زروال إن ما رشح عما يسمى اللجنة التقنية المكلفة بتوحيد معايير التوزيع بناء على الاتفاقية الموقعة في 26 شتنبر 2014، يذهب في اتجاه تحديد تاريخ 31 مارس الجاري آخر أجل لتنفيذ عملية التفويت إلى الشركة المفوضة لها، وهذا يعني أن الحكومة تريد أن تعود بالكهربائيين إلى 45 سنة إلى الوراء، حين عمد الجنرال أوفقير سنة 1970 إلى الاستعانة بالجيش والقوات المسلحة لإخراج مستخدمي المكتب الوطني من فروعهم بالمحمدية وانتزاع مفاتيح السيارات والمكاتب بالقوة، من أجل تفويتها إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الكــــــــــهرباء.وأردف زروال قائلا "إن هؤلاء المسؤولين ربما يعتقدون أن ذاكرتنا قصيرة، وبإمكانهم أن يعيدوا التاريخ إلى الوراء بالطريقة نفسها بتحديد هذا التاريخ، لكن أنصحهم بألا يفعلوا، لأننا غير مستعدين في التفريط في حقوق الكهربائيين ومكتسباتهم وحقوق المرفق العام قيد أنملة".ونبه الكاتب العام إلى خطورة الموقف وتداعيات بعض التصرفات والقرارات غير المسؤولة، مؤكدا أن هناك محاولات على قدم وساق لتنفيذ هذا المخطط، من ذلك بعض الزيارات التي يقوم بها مجهولون لمراكز تابعة للمكتب لتثمين وتقييم الممتلكات والمقرات ويكون مصيرهم الطرد، وهناك أيضا عملية تكوين حوالي 160 تقنيا بدرجات مختلفة التي تناهى إلى مسامعنا أن شركة "ليدك" تشرف عليها قصد تعويض مستخدمينا بالبالغ عددهم 350 إطارا في هذه المراكز.وقال زروال إن لقاء سيعقد مع مسؤولين محليين وجهويين بالدار البيضاء بعد أيام من الإضراب الذي دعت إليه الجامعة، مؤكدا أن النقابة ستذهب إلى اللقاء، وهي مستعدة لفتح الحوار على قاعدة حقوق ومكتسبات المستخدمين ولا شيء آخر، داعيا بعض الجهات إلى "التحلي بالحكمة والتبصر لتجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار الممكنة، والتخلي عن أسلوب التعنت والتعالي الذي لن يقود سوى إلى الكارثة". يوسف الساكت