أصدرت مجموعتها الأولى في سن العاشرة وتتطلع لتسلق سلم النجاح والشهرة تدريجيا في عالم القصة والتشكيل ثبتت الموهبة الواعدة آية حمدون، الخطو في درب النجاح مسلحة بموهبة تصقلها في طريق تدري أنه لن يكون مفروشا بورود لا تكترث لأشواكها، بعدما تسلحت بطموح لا ينتهي وعزيمة فولاذية تتصلب على جدران إرادة قوية، للمضي قدما في إبداع قصص قصيرة، تتوق لأن تجعلها ناطقة باسم الهامش الذي تجس نبضه بسرد مثالي. "آيرس وطفلة الشمس" أول مجموعة قصصية صدرت لها أخيرا عن منشورات النورس. وبها استهلت مسارا تتوخاه طويلا تكتب فيه اسمها بمداد الفخر بين كبار مبدعي القصة القصيرة، حالمة بتسلق سلم النجاح تدريجيا، بعدما أصبحت أصغر كاتبة عربية يصدر لها كتاب، سيرا على نهج عبير عزيم ابنة بلدتها ومسقط رأسها تاهلة بنواحي تازة. "آية هروب من حدائق اللعب إلى جنان الأدب" يكتب الأديب عبد الرحمان بوطيب مدير عام مؤسس مجلة "الرؤى" العربية للإبداع والنقد، أو "أغلى جدو في العالم" كما وصفته في أول لقاء جمعهما بالبيضاء "لقاء طيب موشوم في الأعماق" بعدما احتضن موهبتها وقدم مجموعتها القصصية التي أطلت من نافذتها على عالم الإبداع. ويؤكد "لآية الآية سلام "جدو عبدو" ونبض قلبه العامر بحبها الإنساني العميق ولأسرتها الكريمة الحريصة على توفير أسباب النجاح المنتظر لطفلة مبدعة"، مضيفا "هذه "آية" بين أيدينا أمانة كما هي الأمانة بين أيدينا في حق كل الأطفال عسى أن نسهم في إنقاذ براعمنا من أنياب مروجي التفاهة والضحالة والرداءة والإسفاف". "جواهر حقيقية تلمع في غفلة منا. ونحن غارقون في التذمر والشكوى مما وصل إليه عالمنا من تفاهات وانعدام القراءة، يبرق لمعان هذه الجوهرة الصغيرة. هي فعلا صغيرة السن لكن لمعانها أنار عتمة يأسنا من أن المغاربة كبارا وصغارا، غرقوا في التفاهة استهلاكا وإنتاجا" تكتب الأديبة مريم أبوري عن المبدعة الصغيرة آية حمدون. آية حمدون ابنة تاهلة التلميذة بالمستوى الخامس بمدرسة الإرشاد بطنجة، شقت طريق الإبداع عبر نافذة هذه المجموعة، التي خرجت للوجود من رحم موهبة واعدة تترعرع وصوت طفولي بريء في عالم يتخبط ويتصارع بين ما هو تكنولوجي وتقليدي، راسمة خارطة طريق نجاحها، استلتها في عمر العاشرة وتتوخى أن تكبر بحجم أوسع وأعمق. "لما كانت آية صغيرة، كنت أحكي لها قصصا قصيرة قبل النوم، وأحبت ذلك كثيرا" تقول أم آية في شهادتها عن ابنتها المبدعة، مؤكدة أن من بين القصص التي كانت تحكيها لها باستمرار، حكاية "ليلى سندريلا" أفضل قصة لديها تعشق سماعها وتكرار حكيها على غرار قصص أخرى من قبيل قصص الأميرات والمغامرات. ولما كان عمرها خمس سنوات، "تمكنت آية من القراءة فكانت تستطيع قراءة القصص والكتب لوحدها، قبل أن تكبر موهبتها معها إلى أن أصبحت تقرأ في المستوى الثالث ابتدائي، روايات بأكبر عدد من الصفحات يفوق المائة" تقول الأم المعجبة بموهبة ابنتها، مشيرة إلى أنها تعشق كثيرا الروايات التي تتعلق بالخيال العلمي. لم تدمن آية أو الطفلة المعجزة كما يلقبها البعض، على القراءة فقط، بل صورت قراءات للكتب مع قناة مصرية، ولما "كانت في المستوى الرابع ابتدائي، صارت تكتب قصصا قصيرة وتشارك بها في مجلة الرؤى تحت إشراف مديرها عبد الرحمان بوطيب، إلى أن حصلت على الرتبة الفضية في مسابقة القصة القصيرة" تحكي أمها. وتقول الأم إن آية كتبت قبل سنة، 14 قصة قصيرة قبل أن تتم مجموعتها هذا العام، شاكرة الإعلامي عبد العزيز كوكاس على احتضانه موهبتها وإخراجه هذا العمل الإبداعي لحيز الوجود، مشيرة إلى أن ابنتها الصغيرة متعددة المواهب ولا يقتصر اهتمامها على إبداع القصة القصيرة، بل هي مولعة بالفن التشكيلي وترسم. آية موهبة صاعدة وواعدة شاركت في مسابقات وطنية وعربية في القراءة والقصة وفازت بجوائز، وما زالت تشق طريق نجاحها بثبات وقد بدأ نجمها يسطع تدريجيا في عالم الإبداع والإعلام بعدما استضافتها وسائل إعلام إلكترونية ومكتوبة وسمعية بصرية على غرار إذاعة طنجة مستضيفتها في برنامج "للحديث بقية". حميد الأبيض (فاس)