تحتضن مكناس فعاليات الدورة السابعة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب "سيام" في الفترة الممتدة من 21 إلى 27 أبريل المقبل، تحت شعار "الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة". ويأتي اختيار موضوع الدورة في سياق يتميز بالتحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والضغط على الموارد المائية، إذ أصبحت الفلاحة تواجه تحدي تحقيق إنتاج أوفر بمياه أقل، بطريقة مستدامة وتنافسية. وستكون الحكامة الجيدة للمياه، التي تلعب دورا محوريا في الحفاظ على توازن السلاسل الفلاحية والمجالات القروية، في صلب الندوات العلمية، التي سيتم تنظيمها، بهدف تبادل الخبرات واستكشاف سبل وبدائل من أجل فلاحة أكثر مرونة وقادرة على التكيّف مع تغير المناخ، والحفاظ على توازن النظام الإيكولوجي الزراعي لضمان السيادة الغذائية المستدامة للبلاد. وستلعب الحكامة الفعالة للمياه دورًا محوريًا في نسخة هذا العام، حيث ستشكل محورًا رئيسيًا للنقاشات العلمية التي سيشهدها المعرض، بهدف تبادل الخبرات والبحث عن حلول ملموسة من شأنها تمكين القطاع الزراعي من التكيّف مع التحديات المناخية، وضمان استدامة الموارد المائية، والحفاظ على التوازن البيئي في المناطق القروية. وستستضيف دورة 2025 فرنسا ضيف شرف، وهو اختيار يعكس العلاقات الجيدة بين البلدين، سيما في المجال الفلاحي، إذ تتميز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية والفلاحية والصيد البحري والغابات، بتعاون دينامي ومفيد للطرفين، وتفتح آفاقا للتنمية وتبادل الخبرات. ويمتد المعرض على مساحة مغطاة تبلغ 12.4 هكتارا، ويضم اثني عشر قطبا موضوعاتيا، مخصصة للمنتجات المحلية، وتربية المواشي، والآلات والمعدات الفلاحية، والصناعات الغذائية، والفلاحة الرقمية، والطبيعة والبيئة، والأطراف الراعية والمؤسسات، بالإضافة إلى القطب الدولي وقطب الجهات وفضاء مخصص للندوات. ويعد الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب أحد أبرز الفعاليات الفلاحية في القارة الإفريقية، كما يشكل واجهة لعرض المستجدات والابتكارات في المجال الفلاحي، وفضاء مميزا للقاءات وعقد الشراكات بين مختلف الفاعلين في المنظومة. ومن المتوقع أن تستقطب نسخة 2025 أكثر من 1.100.000 زائر، ومشاركة 1500 عارض و70 دولة.