وطنية

ثلاثة أسئلة: سنة‭ ‬التطوع‭ ‬في‭ ‬الاستقلال

‭‬‭ ‬أعلن‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬أخيرا،‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬تنظيمية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬2025‭ ‬سنة‭ ‬للتطوع،‭ ‬هل‭ ‬يرتبط‭ ‬الأمر‭ ‬بالاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬المقبلة؟‭ ‬

‭ ‬المبادرة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬آلية‭ ‬انتخابية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ورش‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إستراتيجيته‭ ‬المتعددة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬والنهوض‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات،‭ ‬وإطلاق‭ ‬دينامية‭ ‬تتفاعل‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬الشارع‭. ‬فهو‭ ‬برنامج‭ ‬دائم‭ ‬لكنه‭ ‬أطلق‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ “‬2025‭ ‬سنة‭ ‬التطوع‭” ‬في‭ ‬جميع‭ ‬جهات‭ ‬المملكة،‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التطوع‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ووضع‭ ‬أسس‭ ‬ثقافة‭ ‬تطوعية‭ ‬قوية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭.‬

وسيتضمن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬أنشطة‭ ‬تطوعية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ستشرف‭ ‬على‭ ‬تنزيلها‭ ‬تنظيمات‭ ‬الحزب‭ ‬الموازية‭ ‬والجمعيات‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬لوائها‭ ‬وكذلك‭ ‬الروابط‭ ‬المهنية‭ ‬الاستقلالية‭.‬

وتبني‭ ‬الحزب‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬التطوعية‭ ‬طيلة‭ ‬2025،‭ ‬يبعث‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشارات‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬الحزبي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬الحكومية،‭ ‬بل‭ ‬كذلك‭ ‬هو‭ ‬يمثل‭ ‬فضاء للتأطير‭ ‬والتكوين‭ ‬والممارسة‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬التنشئة‭ ‬لترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬بالهوية‭ ‬والارتباط‭ ‬بالثقافة‭ ‬المتنوعة‭ ‬والشعور‭ ‬بالواجب‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬للانخراط‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬سياسي‭ ‬متماسك‭ ‬ومتين‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬جميع‭ ‬التحديات‭.‬

‭‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬تقر‭ ‬بضعف‭ ‬التغطية‭ ‬الحزبية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬النائية،‭ ‬هل‭ ‬تتفقون‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الطرح؟

‭‬ستساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التطوع،‭ ‬أولا،‭ ‬كمفهوم‭ ‬مجتمعي‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والتآزر‭ ‬وتخفيف‭ ‬بعض‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬عدة‭ ‬مناطق،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بالجبال‭ ‬والبعيدة‭ ‬عن‭ ‬الحواضر،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬التطوع‭ ‬لبنة‭ ‬أساسية‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتأهيل‭ ‬العنصر‭ ‬البشري،‭ ‬عبر‭ ‬إحداث‭ ‬فضاءات‭ ‬للتواصل‭ ‬والنقاش‭ ‬البناء‭ ‬وتقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬ومبادرات‭ ‬توحد‭ ‬بين‭ ‬الفاعل‭ ‬السياسي‭ ‬والفاعل‭ ‬المدني‭ ‬لطرح‭ ‬توافقات‭ ‬عملية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالبلاد‭.‬

‭‬هل‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬محاولة‭ ‬لتجاوز‭ ‬خطر‭ ‬التهميش‭ ‬وجمود‭ ‬النخب‭ ‬الحزبية؟

‭‬يجب‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬لمختلف‭ ‬الكفاءات‭ ‬والأطر‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعميمها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬لأن‭ ‬التطوع‭ ‬أصبح‭ ‬آلية‭ ‬مهمة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬مبادرات‭ ‬جديدة‭ ‬وفتح‭ ‬فضاء‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الفرص‭ ‬وتقديم‭ ‬المقترحات‭ ‬والبرامج‭ ‬والعمل‭ ‬المتكامل‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬والأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يحدد‭ ‬المعالم‭ ‬الكبرى‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬التطوع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭.‬

وسيحتاج‭ ‬هذا‭ ‬الورش‭ ‬وقتا‭ ‬لأنه‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التنشئة،‭ ‬لكي‭ ‬يصبح‭ ‬ثقافة‭ ‬يجب‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬قاعدة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬قدرات‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭ ‬ومع‭ ‬غيره‭ ‬ومع‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مرتكزا‭ ‬على‭ ‬الاقتناع‭ ‬قبل‭ ‬الممارسة‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬وقع‭ ‬إيجابي‭ ‬خدمة‭ ‬للقضايا‭ ‬الأساسية‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭.‬

أجرى‭ ‬الحوار‭: ‬ياسين‭ ‬قُطيب

أحمد‭ ‬بلفاطمي‭) ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحزب‭ ‬الاستقلال)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.