حمضي: ردة في التطعيم تتسبب في عودة الفيروس القاتل والجميع مسؤول تتعبأ وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بتنسيق مع وزارة الداخلية والتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وباقي المصالح الأخرى، لإنجاح حملة التحسيس الوطنية من أجل العودة إلى التلقيح ضد فيروس الحصبة، أو "بوحمرون"، حسب المتداول الشعبي. ومنذ أيام، تحول الموضوع إلى مصدر خطر يهدد الأمن الصحي للمغاربة الذين يتعافون، تدريجيا، من تبعات جائحة كورونا، وما تسببت فيه من خسائر في الأرواح وهدر للأموال وإنهاك للمنظومة الصحية وضياع لفرص الشغل والإنتاج الاقتصادي وتأثير مباشر على الأسر. وانطلقت الحملة الوطنية لمحاربة "التراخي اللقاحي"، إذا جاز التعبير، بتسخير عدد من المراكز الصحية الثابتة والمتنقلة في عدد من المناطق، لتمكين الأطفال والأشخاص البالغين من جرعات التلقيح ضد فيروس الحصبة، وتداول النسبة الوطنية التي انخفضت من 95 في المائة من التغطية، إلى دون 70 في المائة، وأحيانا 60 في المائة في بعض الجهات. وقال الطيب حمضي. طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، في هذا الصدد، إن تفشي وانفجار عدة حالات إصابة بـ "بوحمرون" في الآونة الأخيرة، مع تسجيل وفيات في صفوف الأطفال، يرتبط بانخفاض معدلات التلقيح وتراجع مستوى الترصد الوبائي لهذه الأمراض. وأكد حمضي، في تصريح لـ "الصباح"، أن المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تؤكد أن نسبة التلقيح ضد الفيروس دون 95 في المائة في جميع الجهات، بل إن المعدلات في بعض المناطق أقل بكثير من هذا الرقم، منها جهة بني ملال خنيفرة التي تأثرت في بداية 2023، وجهة سوس ماسة في شتنبر 2023، وأخيرا جهة طنجة تطوان الحسيمة. وأوضح الطبيب الباحث أن الطفل غير الملقح (صفر جرعة) أو غير الملقح بشكل كامل (جرعة واحدة بدل جرعتين) معرض لخطر الإصابة بالمرض ومضاعفاته، كما سيعاني السكان الذين تقل تغطيتهم عن 95 في المائة من التطعيم تفشي المرض على شكل وباء بشكل مستمر ودوري. وقال حمضي إن التحليل الرصين لأسباب التراخي والتزام الأسر بتلقيح أطفالها وببرامج استدراك التلقيح، بالنسبة إلى غير الملقحين بشكل جيد، وتعبئة خدمات الوزارة الوصية، وجميع المهنيين الصحيين، واستئناف المراقبة الوبائية على الشكل الأفضل، شروط أساسية لحماية الأطفال، وحماية صحتهم وحياتهم، ومعهم باقي أفراد المجتمع. واعتبر الباحث الحصبة مرضا شديد العدوى، إذ يمكن للطفل المريض أن يلوث 16 شخصا إلى 20 في محيطه، عن طريق التنفس، أو السعال، أو العطس، وبشكل غير مباشر عن طريق اليدين والأسطح الملوثة بالفيروس. ومن أعراضه، الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والتهيج، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم، مؤكدا أن أقوى علاج للفيروس الالتزام بأخذ جرعتي التلقيح، سواء بالنسبة إلى الأطفال دون سن الخامسة، أو البالغين فوق سن 30 والنساء الحوامل والأطفال الذين يعانون سوء التغذية والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة، أو غير مزمنة، تضعف جهاز المناعة. وختم حمضي تصريحاته لـ "الصباح"، بالقول إن التردد اللقاحي، وتبعات جائحة "كوفيد 19" من أسباب عودة الحصبة في البلدان التي نجحت في مكافحتها، مع ضرورة البحث عن الأسباب الأخرى، التي ساهمت في "ردة التلقيح"، وتراخي المراقبة الوبائية بالمغرب، وهو "البلد المعروف، منذ عقود، بأنه بطل التطعيم ضد الأمراض المستهدفة لدى أطفاله". يوسف الساكت