لاعب في مقتبل العمر تدرج ضمن الفئات الصغرى ليشق طريقه بحثا عن فرصة للاحتراف هو شاب في مقتبل العمر، وواحد من أبناء العاصمة الاقتصادية، الذي اختارت أسرته تسجيله بناد كروي، بحثا عن فضاء أرحب لتنمية موهبة تستحق الصقل والتشجيع، وأيضا للحصول على فرصة لتحقيق ذاته وسط عالم كرة القدم، إلى أن صار لاعبا يشق طريقه بثبات نحو الاحتراف والشهرة. محمد أمين بنزيان، مثال للطاقات الشابة التي استطاعت نسج قصة نجاح بإمكانياتها الذاتية وبإيمانها اللا محدود بأحلامها، وهو ما جعله يستحق دخول نادي "قافزين" من بابه الواسع، من أجل تشجيعه على مواصلة أهدافه، التي يخطها بثبات ويسير نحو تحقيقها بطموح جارف وتطبيق لنصائح وتوجيهات مدربه في الفريق، وفي الوقت نفسه للتعرف عن كثب على كواليس نجاحه في صقل موهبته، التي ينتظر أن تنال التفاتة لمساعدته على الاحتراف مستقبلا، وصنع اسم له كباقي الأسماء التي انطلقت من الصفر. تطويع الكرة والقدرة على القيادة "ولدي موهبة من عند الله، كان خاص غير اللي اشد بيديه باش احتارف»، عبارة تعود لأسرة لاعب محمد أمين بنزيان، تلخص كيف استطاع الشاب دخول عالم لعب كرة القدم، وكيف نجح بواسطة موهبته وعشقه اللا محدود للميدان في تطويع الكرة والقدرة على أن يكون "جوكير" يحسن فن المزاوجة، بين أن يكون لاعب وسط الميدان والقيام بالهجوم واختراق لاعبي الفريق الخصم والقدرة على الدفاع، لامتلاكه إمكانيات عالية قوامها الإيمان بروح الفريق واللعب الجماعي. وأوضحت أسرة اللاعب الصغير في حديث مع "الصباح"، "أن بداية الحكاية، انطلقت مع هوس الابن بلعب كرة القدم منذ أن كان طفلا، إذ برزت موهبته بشكل استباقي، وهو يمارسها بشكل عفوي في سنواته الأولى، الأمر الذي أثار انتباه والديه وأفراد العائلة الذين كانوا يعلقون على لعبه الطفولي بضرورة تسجيله بمدرسة لكرة القدم حتى يصقل موهبته، التي لا يمكن إعدامها بحجج "باقي صغير وضيق الوقت»، الأمر الذي انتهى بتدرجه ضمن الفئات العمرية لفريق الراسينغ البيضاوي. مدرب الفريق... عراب المواهب أن تنال انتباه مؤطر كبير يؤمن بالمواهب الفتية، ذلك حظ كان بمثابة قضاء وقدر لاحتضان موهبة محمد أمين بنزيان، الذي رغم أنه كان صعبا عليه فرض اسمه وسط ميدان قوي، إلا أن موهبته والكاريزما التي يتمتع بها منذ صغره، جعلتاه يثير انتباه المدرب والإطار عبد الرحمان كريم، الذي قرر احتضان موهبته بعد أن لمس فيه مؤهلات تجعله من الأسماء التي يُعول عليها لإحداث الفارق في المباريات. ولأنه لكل مجتهد نصيب، استطاع محمد أمين بنزيان الظفر بثقة مدربه، ليمنحه الفرصة ليكون عميدا لفريق الراسينغ البيضاوي، لفئة أقل من 17 سنة، رغم أن سنه لا يتجاوز 15 سنة، بعد أن لمس فيه الموهبة الكروية وقوة الشخصية اللتين تشكلان عنصرا أساسيا لمن يبحث عن نسج خيوط النجاح في ميدان صعب ويحتاج للاجتهاد والصبر. وبدعم وتشجيع متواصل، استطاع الشاب بنزيان تطوير مهاراته والحصول على فرص لإبراز موهبته، التي لم تعد تلفت انتباه مدربه وزملائه في الفريق فحسب، بل تثير انتباه حتى لاعبي الفرق المنافسة والجمهور المتتبع، نظرا لما يتمتع به من مؤهلات وحضور قوي وكاريزما اللاعب المحترف، الذي لا يهاب الخصم ولا ينتظر منحه الفرص الجاهزة، بل هو من يبحث عنها بالاختراق والقتالية، خاصة أنه يؤمن بأهمية اللعب الجماعي لتحقيق الفوز. أهداف مستقبلية ولأن طموحه لا حدود له، لم يتوقف محمد أمين بنزيان عن الاجتهاد، وهو ما يتمثل في الإقبال على التعلم والاستماع إلى نصائح وتوجيهات مدربه، والتركيز على احترام مواعد التداريب، والحرص على التواضع والانضباط، اللذين لا يمكن للاعب بدونهما تحقيق ذاته. وفي الوقت الذي يحافظ اللاعب الصغير على توهجه، يؤكد لمقربيه وعائلته، أن سقفه لا يقف عند هذا الحد، بل مازال يطمح لتحقيق أحلامه باللعب لفئة الأمل والكبار في فريق الراسينغ البيضاوي، الذي احتضن أحلامه، والظفر بفرصة اللعب في الفئات السنية للمنتخب الوطني قبل الاحتراف مستقبلا، ليصير نجما له وزنه في الميدان. محمد بها