عرفت انتشارا بهدف الرفع من مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ أصبحت مراكز الحساب الذهني تعرف انتشارا كبيرا في مجموعة من أحياء الرباط، كما باتت تحظى بالمكانة نفسها التي تعرفها مراكز تعلم اللغات ودروس الدعم والتقوية. ويعرف عدد الآباء الذين يهتمون بتلقين أبنائهم قواعد وأسس الحساب الذهني تزايدا مستمرا، خاصة أن من كانت لهم تجربة سابقة ينصحون المحيطين بهم بتمكين أبنائهم بدورهم من خوض التجربة ذاتها. وتعتبر الرغبة في تنمية وتطوير القدرات الذهنية للأبناء الدافع الرئيسي للآباء، وراء اختيار أفضل المراكز المختصة في الحساب الذهني بالرباط. ولم تعد أغلب مراكز الحساب الذهني في حاجة إلى توزيع منشورات أمام أبواب المدارس أو المكتبات، فقد تمكن أغلبها من كسب ثقة عدد كبير من الآباء الذين أبدوا رضاهم عن مستوى الخدمات المقدمة داخلها. "لم نعد في حاجة إلى الترويج للمركز، فقد ساهم في تكوين عدة تلاميذ وتلقينهم مهارة الحساب الذهني، ما شجع غيرهم على المبادرة إلى التسجيل في حصص أسبوعية"، تقول فاطمة، مسؤولة عن أحد المراكز بالرباط. وقالت فاطمة إن التكوين يهم الأطفال ابتداء من سن الرابعة في مركز الحساب الذهني، مؤكدة "كلما تم تسجيل الطفل في سن مبكرة استطاع أن يتفاعل أكثر مع طبيعة التكوين وانعكس ذلك إيجابيا على قدراته ليس فقط في مجال دراسة الرياضيات أو غيره من المواد العلمية، بل حتى على مواد أخرى". وأكدت فاطمة أن ما يتلقاه التلاميذ من تكوين داخل المركز يرمي إلى المساعدة على التركيز أكثر، وتطوير عدة مهارات ذهنية وتحقيق نتائج جيدة وتفوق في الرياضيات، إلى جانب السرعة في الكتابة والقراءة، موضحة "أن الأمر يتعلق بالتدريب على مجموعة من التمارين الذهنية والاعتماد على نظام الأباكس المعمول به في العديد من المراكز". وقال منصف، أب لتلميذ في المستوى الإعدادي إنه يتابع دراسته بالمركز ذاته منذ ثلاث سنوات، الأمر الذي كان له أثر إيجابي على أدائه الدراسي، موضحا "لاحظت تحسنا كبيرا في نتائجه الدراسية خلافا للسنوات السابقة، وهذا ما شجعني على تسجيله مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي". ونصح منصف العديد من أصدقائه والأقارب بتسجيل أبنائهم بدورهم في مراكز الحساب الذهني، التي لم يعد وجودها مقتصرا على مدن كبرى مثل الرباط والبيضاء، وإنما نظرا لأهميتها فإن دائرة انتشارها تتسع حتى في مدن أخرى. ولاحظ منصف أن من إيجابيات تعلم الحساب الذهني التغييرات الإيجابية على سلوكات ابنه، الذي أصبح أكثر تركيزا حين يتعلق الأمر بإنجاز واجباته المدرسية مقارنة مع السابق. من جانبه، قال إدريس، الذي تتابع ابنتاه دراستهما في المركز ذاته للحساب الذهني، إنه وسيلة لاكتساب مهارات جديدة من شأنها أن تعزز النتائج الدراسية وتدفع بهما إلى التفوق. "يعتبر التركيز من بين العراقيل التي تواجه كثيرا من التلاميذ ويجد الآباء صعوبة في التعامل معها، وكذلك الأطر التعليمية، لهذا فكرت في تسجيل ابنتي لتلقي تقنيات الحساب الذهني"، يقول إدريس، مضيفا أنهما تترددان عليه بشكل أسبوعي في حصة مدتها ساعتان. واعتبر إدريس أن السعر المحدد لدروس الحساب الذهني تتفاوت من مركز إلى آخر تبعا لجودة الخدمات المقدمة، موضحا "ينبغي التفكير في سمعة المركز وتجربته وخبرته قبل الجانب المالي من خلال آراء أشخاص راضين عن مستواه". وأوضح إدريس أن دفعه سعر ثلاث مائة درهم لكل ابنة مقابل حصة أسبوعية مدتها ساعتان يعد سعرا معقولا، لكنه يشكل عبئا ماليا بالنسبة إلى الأسر التي لا تسمح إمكانياتها المالية بذلك. أمينة كندي