أطلق برنامج المغرب بدون صفيح في 2004 بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، ماهي الأسباب التي أدت إلى تعثر بعض البرامج ببعض المدن؟ لم تكن عملية محاربة الصفيح سهلة، لأنه أمام التنزيل الفعلي لأي برنامج في أي مدينة كانت، وجد المسؤولون صعوبات تقنية، وعقارية، ومشاكل تخص انخراط العائلات، ما أعاق التمويل المركب. ونحن عقدنا اجتماعات كثيرة في البيضاء، وصلت أحيانا إلى ثلاثة في كل أسبوع لمحاربة السكن العشوائي ككل، إذ كنا نناقش هذا الأمر مع إدريس جطو، الوزير الأول آنذاك، وأحمد توفيق احجيرة، الوزير المنتدب المكلف بالإسكان والتعمير لأجل بلورة أفكار ومقترحات، ووضع سياسات عمومية، واقتضى الأمر وضع برنامج مدن بدون صفيح، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس. تم اتهام بعض المنتخبين والسلطات بالتواطؤ واستغلال عملية ترحيل سكان الصفيح للاستفادة من البقع، ما أدى إلى تأخير القضاء عمليا على الصفيح في الوقت المناسب له 2010، وتم التمديد لهذه البرنامج لمرات عدة إلى غاية 2028 ما تعليقك؟ على العكس من ذلك كنت شاهدا على العصر وتتبعت هذا البرنامج الطموح منذ ولادته. ونعرف أن القضاء على السكن غير اللائق ليس موضوعا سهلا، يوجز في كلمتين، بل يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات، وتدابير ودراسات ومواكبة مالية وتقنية واجتماعية وميدانية. والمشكل العويص الذي صادف المتدخلين في هذا البرنامج، غياب الرصيد العقاري، واختلال التركيبة المالية، إذ تسهم الدولة بنسبة كبيرة في عملية القضاء على الصفيح، وتتأخر مساهمات المواطنين حتى إن كانت بصورة أقل، بسبب ضعف الدخل لدى أغلب قاطني "البراريك"، ومن ثم تعثرت بعض المشاريع، التي لم تنجز في وقتها، واستمر العمل إلى أن تم القضاء على الصفيح في أحياء كثيرة. وجه البعض اتهامات لمنتخبين بتفريخ " البراكات" لأجل الاستفادة من أصوات الناخبين، ما أدى إلى حدوث تأخير عمليات الترحيل ... > بمنطقتي سيدي مومن لم يكن فيها أي تفريخ لـ "البراكة"، إذ حرصت شخصيا على ذلك رفقة ممثلي السلطات، واستعملت آليات التسجيل بالفيديو، وهي طريقة تقنية، تحصي فيها عدد " البراكات"، وحتى من يقطن فيها. نحن نناضل لأجل ضمان حقوق السكان، خاصة أن فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وضعت مقاربة تشاركية جديدة، سيساهم فيها القطاع الخاص لتوفير شقق بأسعار اجتماعية، وبمساهمة الدولة والمستفيدين، إذ أصبحت هناك دينامية جديدة ورؤية ومخطط لتسريع عملية القضاء على الصفيح لـ 36 ألف براكة في البيضاء، في أفق 2028. أجرى الحوار: أحمد الأرقام أحمد بريجة برلماني عن الأصالة والمعاصرة