مراكش تلامس حدود السينما العالمية

أفلام ضمن المسابقة الرسمية وأخرى تعرض ضمن العروض الاحتفالية أو الخاصة، بالإضافة إلى عروض القارة الحادية عشرة وبانوراما السينما المغربية. هي برمجة متنوعة ومختلفة جاءت بها الدورة 21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، لتقدم أعمالا سينمائية على أطباق من الاحترافية والابداع، وبحضور أسماء وازنة من عالم الفن السابع. إنجاز: إيمان رضيف ـ تصوير: عبد المجيد بزيوات (موفدا «الصباح» إلى مراكش) نجمة التكريم لـ"نجم الرعب" احتفاء بالمخرج الكندي كروننبرغ خلال اليوم الرابع من فعاليات التظاهرة صفق جمهور قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات، مساء أول أمس (الاثنين)، طويلا وهو يستقبل المخرج الكندي الشهير ديفيد كروننبرغ. وخصصت سهرة اليوم الرابع من التظاهرة، للاحتفاء بـ»نجم الرعب»، وسلمته الممثلة ديان كروجر «نجمة التكريم» ، بعدما تحدثت مطولا عن علاقتهما وتجاربهما السينمائية المشتركة. وقالت كروجر إن كروننبرغ ترك بصمة أبدية في عالم السينما بأعماله الفنية، التي تعتبر استكشافا لأفلام الرعب الجسدي والإثارة النفسية. وبعدما استهل كلمته بـ»السلام عليكم» أوضح المخرج الكندي أن وجوده في مراكش ليس فقط لعيش تجربة المهرجان بل لاستلام جائزة «نجمة التكريم الذهبية»، «الجائزة المرموقة التي حصلت عليها تقديرا لنصف قرن من العمل». وأضاف أنه شرف عظيم أن يكون من بين قائمة المكرمين في المهرجان الدولي للفيلم، والذين «حاولوا من خلال فنهم السينمائي منح معنى لهذا العالم»، ليعبر عن سعادته الكبيرة بالتكريم، موجها شكره للملك محمد السادس وللأمير مولاي رشيد. واستخدم ديفيد كروننبرغ حسه الفكاهي وقال مخاطبا الجمهور إن شخصيات أفلامه التي تصنف في خانة أفلام الرعب، حاضرة معه الليلة «تعلمون أنني دائما ما أحمل معي شخصيات أفلامي، إنهم موجودون اليوم معنا، والمسرح مكتظ بهم، وهم أيضا ممتنون لوجودهم هنا»، حسب تعبيره. وفي سياق متصل، فمنذ بداياته الأولى في سينما «الأندرجرواند» وأفلام الرعب، قام كروننبرغ بتطوير أعمال درامية ذات عمق ونطاق كبيرين، ما أكسبه شهرة دولية كواحد من أكثر المخرجين تأثيرا في العالم. وحظيت أفلامه باستحسان كبير من لدن النقاد، وباعتراف على الصعيد الدولي. وخلال 1991، تم اختيار فيلمه «الغذاء العاري» للمشاركة في مهرجان برلين، وخلال 1999، فاز «إكزیستنز» بجائزة الدب الفضي. وشاركت أفلامه «اصطدام»، و»العنكبوت»، و»تاريخ من العنف»، و»المدينة العالمية»، و»خرائط النجوم»، و»جرائم المستقبل» و»الأكفان» في المسابقة الرسمية لمهرجان كان. "سودان يا غالي" يبحث عن "النجمة الذهبية" المخرجة المدب قالت إن مخاطر واجهتها خلال تصوير العمل طيلة أربع سنوات اكتشف أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، أول أمس (الاثنين)، فيلم «سودان يا غالي» للمخرجة هند المدب. وعن اختيارها السودان ليكون موضوع فيلمها الوثائقي، قالت المدب، إنه خلال 2016 كانت على تواصل مع مهاجرين غير شرعيين يعانون بسبب القوانين الفرنسية ورفض السلطات تسوية وضعيتهم، وبعضهم كان من السودان، و»بحكم علاقتنا المقربة فكرت في تقديم فيلم للحديث عن معاناتهم، ومباشرة بعدما انتهيت من التصوير، اندلعت الثورة في السودان، فطلب مني أصدقائي السودانيون، السفر لنقل واقع بلادهم لهم دون زيف». وأوضحت أنها قصدت السودان، في بادئ الأمر، وحيدة حاملة معها الكاميرا، «كنت حريصة على إظهار معاناة فئة من السودانيين، بعيدا عن السياسة، سيما معاناة الذين يرغبون في العودة الى بلدهم بعدما سرقت منهم». وقالت المخرجة إنها لو فكرت لحظة في المخاطر التي من الممكن أن تواجهها خلال رحلاتها الى السودان، علما أن مرحلة التصوير استغرقت أربع سنوات، لن تنجح في تصوير الفيلم، مشيرة الى أنها واجهت، أكثر من مرة، مخاطر كثيرة، لكن الحظ كان إلى جانبها. وفي سياق متصل، يستعرض الفيلم قصصا حقيقية لأربعة ناشطين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية في السودان، مسلطا الضوء على التضحيات الكبيرة التي قدمها الشباب في سعيهم لتحقيق السلام والوحدة. كما يتناول الفيلم آمال الشعب السوداني في بناء مستقبل أفضل، مع التركيز على القوة الجماعية والإبداع كوسائل فعالة لمواجهة القمع. ويتميز الفيلم بأسلوبه السردي المؤثر الذي يجمع بين شهادات حية ومشاهد توثق الأجواء العاطفية التي رافقت الحراك الشعبي في السودان، مما يضفي عمقا إنسانيا على القضايا المطروحة. الطايـع يجهـر بمثليتـه قال إنه اخترع حبا لم يعشه من أجل "كابونيكرو" ولإنقاذ المثليين الشباب من "الوحدة" لم يتردد عبد الله الطايع، الكاتب والمخرج مساء أول أمس (الاثنين)، وهو أمام جمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في الحديث عن ميولاته الجنسية، معلنا، لأول مرة، في مهرجان مغربي أنه مثلي الجنس، وهو ما أثار جدلا كبيرا. ورغم أن الطايع يعرف منذ سنوات طويلة، بمثليته، ويؤكدها خلال مناسبات كثيرة، لكنه ولأول مرة في المغرب، يخرج ليؤكد أمام الجمهور المغربي أن له ميولات «تزعج» الكثير من المغاربة، ليضيف أنه يحضر المهرجان ليدافع عن المثليين المغاربة، سيما الشباب منهم. وقال الطايع، في كلمة له قبل عرض الفيلم بحضور فريق العمل بقاعة السفراء بقصر المؤتمرات، إنه، من المهم بالنسبة إليه باعتباره مثليا، إيصال حياة المثليين بالمغرب إلى السينما. وتابع في كلمته أن أحداث فيلمه الأول كانت تدور حول مراهق مثلي يتحدى المجتمع، لكنه اختار، هذه المرة، من خلال «كابو نيكرو»، «حماية الشباب المثليين من الوحدة التي عاناها شباب مثلهم خلال السبعينات والثمانينات، وحتى لا يعيشوا التجربة ذاتها» قبل أن يضيف أن «الحب الذي لم أعشه، اخترعته وأنجزت به هذا الفيلم». وتدور أحداث الفيلم حول سندس وجعفر، طالبين مثليين من البيضاء، يقضيان فترة الصيف في كابو نيكرو في فيلا استأجرها الأستاذ الأمريكي جوناتان، عشيق جعفر، لكن تعذر عليه اللحاق بالصديقين في آخر لحظة، فقررا البقاء في الفيلا والتصرف كما يحلو لهما، وايجاد حلول لدفع ايجار الفيلا، وممارسة الدعارة. حميـش: أشتغـل بـ"النيـة" مخرج "البحر البعيد" قال إنه يأمل بأن توضع رسائل فيلمه في سياقها الصحيح اختارت إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش «البحر البعيد» للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 21 من التظاهرة والدخول في منافسة للفوز بإحدى الجوائز. وفي انتظار القرار النهائي للجنة التحكيم، حاورت «الصباح» المخرج سعيد حميش بن العربي للحديث عن ثاني تجاربه السينمائية الطويلة «البحر البعيد»، وللإجابة عن عدد من الأسئلة. تنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم «البحر البعيد» وهو ثاني أفلامك الطويلة، فكيف اخترت أيوب كريطع لتجسيد دور البطولة؟ > وقع الاختيار على أيوب لأنني كنت أبحث عن ممثل يمكنه تجسيد الدور بالطريقة الذي كتبته بها، وحتى يكون هناك توافق مع باقي الشخصيات الثانوية. وجدت أن أيوب الشخص المناسب والذي له القدرة على تحكم في الوضع، وله نظرة مميزة، تجمع بين الحزن والفرح أيضا، وهو ما كنت أبحث عنه منذ مدة طويلة. يجمع الفيلم بين مشاعر الحزن ومظاهر الاحتفال، فهل توظيف ذلك، كان كافيا للتعبير عن معاناة المهاجرين وحزنهم وأيضا محاولاتهم لتجاوز واقعهم؟ > هي معاناة يتخبط فيها الكثير من المهاجرين، ويصعب تجاوزها، لكن في الوقت ذاته يسرقون لحظات من السعادة والفرح، ويستغلونها للهروب من الواقع. ما حاولت تجسيده في «البحر البعيد» هو أنه في الغربة قد نصادف الكثير من المشاكل، لكن عند التسلح بالحب، يمكن تقبل الوضع وتحمله، وبفضله قد نجد أماكن جديدة للتعايش والاستمرار. يعالج الفيلم مواضيع الحب والعنصرية والمثلية أيضا، لماذا هذا الاختيار؟ > يؤكد الواقع أن العنصرية كانت من أكثر المشاكل التي تواجه المهاجرين في فرنسا، سيما خلال فترة التسعينات، فقد كانت أكثر حدة، لذلك اخترت أن أبرز تأثيراتها السلبية، علما أنني حاولت التركيز على الجانب الإنساني في الشخصيات. أتمنى أن توضع رسائل الفيلم في سياقها الصحيح والذي وضعته منذ بداية الاشتغال على العمل، دون التركيز على بعض الهوامش اشتغلت رفقة عدد من المخرجين، منهم عيوش وبنسعيدي وياسمين بنكيران وغيرهم، فهل ساعد ذلك على تحديد تصوراتك الفنية واختياراتك؟ > اعتبر نفسي من المخرجين المحظوظين لأنني اشتغلت مع أسماء بارزة في عالم الإخراج، لكن هذا لا يعني أنني كنت أبحث عن شيء محدد في كل مخرج. السينما ليست مطبخا نأخذ منه ما نحتاج إليه. فبفضل التعامل مع بعض المخرجين، لم أشعر، في الوقت الذي كنت أنجز فيه أول عمل سينمائي طويل، بأنها تجربتي الأولى، لأني كنت حينها على دراية كافية بطريقة تسيير بلاطو التصوير والتعامل مع الممثلين، وتشجيعهم على تقديم أحسن ما لديهم أمام الكاميرا. تخطط للوصول إلى العالمية، لكن كيف يمكن تحقيق الأمر، ومحاولة تجاوز أخطاء الجيل السابق من المخرجين؟ > ليست لدي أي خطة، فأنا أشتغل بالنية «وللي جات من بعد مزيانة»، ولا أعتقد أن هناك مخرجا يضع خططا للوصول إلى العالمية، نشتغل، وإذا لم ينجح العمل «ما عندنا ما نديرو»، لكن الأهم بالنسبة إلي أن أكون مقتنعا بما أقدمه، وإذا اقتنع به الآخرون وشارك في المهرجانات الدولية ونال الجوائز، ستكون إضافة جيدة ومميزة. المهم في الوقت الراهن النهوض بالسينما المغربية، وتقديم أعمال مميزة ومختلفة عما قدم، لتنافس أخرى من دول مختلفة.

مراكش تلامس حدود السينما العالمية

المهرجان الدولي للفيلم يقدم أفلاما على أطباق من الاحترافية والابداع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بالتأكيد، ربما" على "نتفليكس"

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات