طيـف السينمـا فـوق سمـاء مراكـش

عاد الجمهور، مساء الجمعة الماضي، إلى قصر المؤتمرات بمراكش، لحضور افتتاح فعاليات الدورة 21 للمهرجان الدولي للفيلم، وعادت الحياة إلى السجادة الحمراء بصيغتها الجديدة، بعيدا عن «البهرجة»، وحضور بعض المؤثرين والمتطفلين على المجال الفني. هنا في سماء مراكش يحلق طيف السينما عاليا بحضور أبرز الأسماء الفنية العالمية والعربية والمغربية. هنا في المدينة الحمراء يجتمع عشاق السينما، لمشاهدة أحدث الأفلام ومناقشة تفاصيلها، قبل أن يقول أعضاء لجنة تحكيم هذه الدورة كلمتهم الأخيرة، ومنح النجمة الذهبية لفيلم واحد خلال حفل الاختتام. إنجاز: إيمان رضيف ـ تصوير: عبد المجيد بزيوات (موفدا «الصباح» إلى مراكش) احتفـاء بالفـن السابـع نجوم السجادة الحمراء كانوا في الموعد افتتحت، مساء الجمعة الماضي، فعاليات نسخة جديدة من المهرجان الدولي للفيلم، للاحتفال بالسينما وبالمبدعين من كل القارات. قبل الساعة السابعة مساء، كانت السجادة الحمراء في انتظار ضيوف المهرجان، وكان أعضاء لجنة تحكيم الدورة 21، أول الذين وقفوا أمام عدسات كاميرا المصورين داخل قصر المؤتمرات. فرغم التغييرات التي طرأت على «بروتوكول» المرور على السجادة الحمراء للمهرجان، كان ضيوف التظاهرة في الموعد، ليثبت العديد منهم حضورهم، من قبيل النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، والمخرج الأمريكي تيم برتون، والممثلة المصرية يسرا، التي غابت عن المهرجان خلال دوراته السابقة، وعادت إليه بعد غياب طويل، والشيء ذاته بالنسبة إلى إيناس الدغيدي. وإلى جانب نجوم السينما، شهد حفل الافتتاح حضور صناع الفن من مختلف أنحاء العالم، منهم المنتج العالمي ريدوان وزوجته ليلى عزيز، اللذان عبرا عن فخرهما بالمشاركة في المهرجان. ومن الأسماء المغربية التي مرت على السجادة الحمراء، خلال اليوم الأول من فعاليات التظاهرة الفنية عبد الله فركوس وبشرى أهريش وسحر الصديقي وساندية تاج الدين وناصر اقباب وميساء المغربي وأسماء المدير وابتسام العروسي وفرح الفاسي وغاني قباج ومحمد الجم ونزهة الركراكي، بالإضافة إلى أسماء أخرى من عالم السياسة. لوكا غوادانينو... "نصف مغربي" «سيداتي وسادتي مساؤكم سعيد أهلا بكم بمهرجان مراكش الدولي للفيلم» بهذه الكلمات افتتحت رسميا فعاليات الدورة 21 للمهرجان بحضور شخصيات فنية أجنبية وعربية ومغربية فنية وسياسية أيضا. ففي حدود الساعة السابعة مساء انطلق حفل الافتتاح ليعتلي منصة قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات، أعضاء لجنة تحكيم النسخة الجديدة من المهرجان، التي يرأسها المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو ووقفوا أمام ضيوف التظاهرة. تحدث غوادانينو، في كلمة له، عن جذوره الجزائرية وعلاقة عائلته بالمغرب، مؤكدا أن «مراكش والسينما وجهان لعملة واحدة، حيث يلتقي غموض الصورة مع جماليات السرد»، قبل أن يضيف أنه عندما جاء إلى مراكش لأول مرة خلال 2002، أحس بانتمائه إلى هذا البلد لأن والدته جزائرية نشأت بالبيضاء. وتابع غوادانينو أنه «نصف مغربي» اعتبارا لعلاقة والدته بالمغرب، مسترسلا «مراكش والسينما هما الشيء ذاته، غموض الصورة وقوة المونتاج والتباين، وفائض الجمال والقوة التي تحرك السينما التي أحبها، وتتطابق في رأيي هذه الصور مع القيم التي تجسد بالنسبة إلي مراكش والمغرب»، لينتقل للحديث عن حفاوة الاستقبال التي حظي بها في مراكش، «تم الترحيب بي بحفاوة في هذا البلد الرائع، كما في هذا المهرجان العظيم، إنه شرف ومسؤولية وامتياز عظيم أن أترأس لجنة التحكيم». ويعتبر غوادانينو مخرجا غزير العطاء، عرف بحس انتقائي لأعماله، وميل للاكتشاف، وشغف كبير بالسينما، إذ أكد نفسه على مدى خمس عشرة سنة الماضية، باعتباره واحدا من أكبر السينمائيين في إيطاليا، ما جعله يحظى بمسيرة مهنية دولية، ويعمل مع كبار الممثلين العالميين. لجنة التحكيم بطعم النوع تتكون لجنة التحكيم من أسماء بارزة في السينما العالمية، ويتعلق الأمر بالمخرج الإيراني علي عباسي، والمخرجة الهندية زويا أختر، والممثلة الأمريكية باتريشيا أركيت، والممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا، والممثل الأسترالي جاكوب إيلوردي، والممثل البريطاني-الأمريكي أندرو غارفيلد، والممثلة المغربية نادية كندة، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري. ولم ينته حفل افتتاح المهرجان، إلا بعرض فيلم الافتتاح، ويتعلق الأمر بـ»الأمر»، وهو فيلم الإثارة البوليسي للمخرج جاستن كورزيل، الذي يعود إلى مهرجان مراكش بعد أن فاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه الأول، ومشاركته في عضوية لجنة تحكيم الدورة التاسعة عشرة، علما أن الفيلم من بطولة جود لو، ونيكولاس هولت، وتاي شيريدان، وجورني سموليت، ومارك مارون. السينما لتجاوز الحدود الثقافية فسح أعضاء لجنة تحكيم، صباح أول أمس (السبت)، دقائق قبل مشاهدة أول فيلم مشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المجال للرد على مجموعة من الأسئلة، منها ما يتعلق بالمعايير المحددة لتنفيذ المهمة التي على عاتقهم وهي اختيار لائحة المتوجين في الدورة 21 من التظاهرة الفنية. واتفق أعضاء اللجنة على أن اختيار الفيلم المتوج بالنجمة الذهبية لن يكون سهلا، سيما أن كل عمل هو ثمرة مجهودات ومحاولات لتحقيق أحلام، معتبرين أن كل فيلم في المنافسة يقدم رؤية فريدة قادرة على التأثير في الوعي الجمعي وإحداث التغيير. وقال لوكا غوادانينو، إن السينما تمتلك قدرة فريدة على تجاوز الحدود الثقافية، وتحفز الجمهور على التفكير الجماعي في القضايا الراهنة، مؤكدا أن هذا الفن يدفع في اتجاه خلق سرديات تبعث روح الأمل وتنشر القيم الإنسانية، معربا عن ارتباطه الشخصي الكبير بالمدينة الحمراء، التي يعتبرها مصدرا غنيا ودائما للإلهام. وشدد أعضاء لجنة التحكيم على الدور الذي تلعبه السينما في التحسيس بالتحديات الاجتماعية والبيئية، مشيرين إلى أن الأعمال السينمائية الحقيقية، هي التي تستطيع إثارة الجدل وتفتح النقاش لتغيير رأي المتلقي في أشياء كان لا يقبل فيها الجدال. شون بين: لنعبر عن آرائنا بحرية وشجاعة أول المكرمين في النسخة 21 من المهرجان وجه شكره لـ"37 مليون مغربي" استمرت فعاليات المهرجان، مساء أول أمس (السبت)، واختار القائمون على المهرجان، أن تكون سهرة اليوم الثاني من فعاليات التظاهرة خاصة بالممثل والمخرج والمؤلف، شون بين، المتوج مرتين بجائزة الأوسكار، والذي يعد أحد رموز السينما الأمريكية. وفي بداية الحفل، اعتلت المنصة الممثلة الإيطالية فاليريا كولينو، بعدما اختيرت لتقدم لشون برين، نجمة التكريم، لكن قبل ذلك، أشادت في كلمة لها بموهبته الفريدة ومسيرته الحافلة بالأعمال الخالدة، التي تركت بصمة بارزة في الفن السابع. وتحت تصفيقات الجمهور، قدم شون بين، شكره للملك محمد السادس وللأمير مولاي رشيد، بالإضافة إلى 37 مليون مغربي، قبل أن يضيف «محظوظ بأن أقف اليوم أمامكم إلى جانب هذا الكم الكبير من المبدعين، الذين يحبكون قصصا رائعة. إنهم مصدر إلهامي». وأضاف شون بين أن الذين يعرفونه يدركون أنه لا يتردد في التعبير عن آرائه «وبينما أقف أمام هذا الجمع المتميز من المواهب، أود التأكيد على أهمية التعبير عن آرائنا بحرية وشجاعة»، مضيفا «يجب أن ينصب تركيزنا على التنوع، ليس في السلوك أو الأفكار، إنما أيضا حول امكانية التعبير عما يحفر في قلوبنا، دون أن ننسى ذلك»، ليتسلم بعد ذلك، نجمة التكريم من فاليريا كولينو، تحت تصفيقات الحضور. ورشح بين لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل خمس مرات عن أدواره في أفلام «الميت الذي يمشي” (تيم روبينز، 1995)، و»لطيف ومنحط» (وودي آلن، 2000)، و»أنا سام» (جيسي نيلسون، 2002)، قبل أن يحظى بأول أوسكار لأفضل ممثل عن أدائه الرائع في فيلم كلينت إيستوود «نهر غامض» سنة 2003. وفاز بجائزة أوسكار ثانية عن دوره في فيلم «هارفي ميلك» لجوس فان سانت خلال 2009، كما فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان خلال 1997 عن دوره في فيلم «إنها جميلة جدا» لنيك كاسافيتس. كواليس < "سيلفيات" غادر الكثير من الفنانين، سيما المغاربة، القاعة التي شهدت حفل افتتاح المهرجان، دون مشاهدة فيلم الافتتاح، إذ فضلوا البقاء في باحة قصر المؤتمرات والتقاط الصور و»السيلفيات»، وتبادل الحديث مع بعض وزملائهم. < "دراعية" شد الفنان عبد الله فركوس انتباه الكثيرين عندما اختار اطلالة مميزة خلال مروره على السجادة الحمراء، إذ ارتدى «دراعية» رسم عليها خريطة المغرب باللون الأحمر، ووقف أمام عدسات المصورين لالتقاط الصور بكل ثقة، معبرا عن اعتزازه بالتراث المغربي. < انتقادات لم يسلم بعض ضيوف المهرجان من الانتقادات بسبب إطلالتهم غير الموفقة، منهم الممثلة والمغنية كريمة غيث التي اختارت أن تحضر فعاليات المهرجان مرتدية فستانا جر عليها بعض الانتقادات، لكنها تجاهلت كل ذلك، وتقاسمت مع متابعيها على «إنستغرام» تفاصيل إطلالتها. < القفطان كان القفطان المغربي، خلال حفل افتتاح المهرجان، حاضرا بقوة، وكان اختيار الكثير من الفنانات، منهن الفنانة المصرية يسرا، التي وصفت نفسها في تصريح صحافي بـ"صاحبة المكان "، تعبيرا منها عن تعودها حضور المهرجان وعدد من التظاهرات الفنية المغربية.

طيـف السينمـا فـوق سمـاء مراكـش

ضيوف الدورة 21 من المهرجان الدولي للفيلم في رحلة لاكتشاف أحدث الأعمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فريق‭ ‬برلماني‭ ‬ينسحب‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬السكوري

دياز يسيل لعاب ليفربول

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات