تخصصت في تقريب قواعد ومصطلحات لغة موليير إلى أقرانها برشاقة الطفولة قبل أكثر من سنتين بزغ على فضاء شبكات التواصل الاجتماعي محتوى تقدمه طفلــة مغربيــة في عمــر الزهــور، ولأن هذا المحتوى كان بمثابة سابقة من طفلة مغربية تحاول تقريب قواعد ومصطلحات اللغة الفرنسية إلى أقرانها وقريناتها، فقد لقي استحسانا وحظي بالمتابعة بعد أن تمكن من جذب الملايين من المتابعين. في تطوان العتيقة، وبين تفاصيل المدينة التي تحتضن عبق الماضي وألق الحاضر، تلمع موهبة طفولية استثنائية تُدعى مرام بوراس. هذه الطفلة ذات الملامح البريئة والابتسامة الساحرة، لم تُعرف فقط بأنها ابنة المدينة الأندلسية الساحرة، بل أصبحت أيضا نجمة متألقة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتفرد بمحتوى تعليمي مُلهم يهدف إلى مساعدة الأطفال والكبار على تعلم اللغة الفرنسية. بداية الحكاية هي طفلة تطوانية النشأة اسمها "مرام بوراس" تبلغ من العمر الآن 11 سنة، اختارت بتوجيه من والدتها التي أنشأت لها قناة على منصة الفيديوهات (يوتيوب) أن تتوجه إلى الجمهور التواق للاستفادة من المحتوى الرصين الذي يمنح فوائد ومعلومات لمتلقيه. تقول والدة "مرام" إن تجربتها الأولى انطلقت من شريط مصور، هي التي تعشق الوقوف أمام الكاميرا ولا تجد حرجا أو تنتابها دهشة عندما تتحدث لأقرانها في محتوى إيجابي تعلمي وتعليمي، فقد كانت التجربة بفيديو عن درس للنشاط العلمي، تلقته "مرام" في مؤسستها وأحبت أن تشارك أفكاره ومعطياته مع الآخرين. وأضافت أم "مرام" أن تصوير وإعداد فيديو مدته تصل إلى 10 دقائق فقط، وتركيبه وتشذيب بعض أجزائه أو حذف أخرى مع إدخال بعض المحسنات عليه قبل بثه على قناة (يوتيوب)، كانت تجربة تتطلب منها وقتا وجهدا، لتضطر إلى التوقف عن إنتاج هذه العينة من الفيديوهات لـ "مرام"، الأمر الذي جعل بعض متابعي أشرطة هذه الطفلة التطــوانية يتساءلون عن سبب هذا التوقف واختفاء فيديوهات طالما اعتبروها إضافة نوعية في عالم الفيديوهات التي تستحق المتابعة، لأن مقدمتها طفلة تتمتع بالموهبة وتحرص على مخاطبة متلقيها بكلمات وعبارات تحمل معها الإفادة. وبنصيحة من بعض من أحبوا محتوى "مرام"، تم توجيهها لنشر فيديوهاتها على (إنستغرام)، رغم أن هذه المنصة لا تسمح إلا بنشر فيديوهات قصيرة، إلا أنها لقيت الانتشار بطريقة سريعة. ومن منصة الصور إلى موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، يحالف الانتشار كل ما تعرضه "مرام"، لتبقى الأم هي الموجه والمتتبع والممحص لكل ما تعرضه هذه الزهرة اليانعة من محتوى يركز على تعليم اللغات الأجنبية. رحلة في عالم المعرفة بالكاد تتجاوز مرام عشر سنوات، ولكنها استطاعت أن تحقق شهرة واسعة على تطبيق (إنستغرام) بفضل فيديوهاتها القصيرة والذكية التي تقدم فيها دروسا مبسطة لتعلم الفرنسية. بأسلوبها المرح، وابتسامتها التي تُشع طاقة إيجابية، تجعل مرام تعلم لغة موليير، إذ يبدو الأمر معها وهي تتحدث وكأنها تمارس لعبة ممتعة. فهي تتحدث عن القواعد والمفردات والنطق بطريقة تُشعر المتابعين وكأنهم أمام صديقــة قريبــة وليست معلمة تقليدية. إلهام من العائلة تعود جذور شغف مرام باللغة الفرنسية إلى والديها، ذلك أن والدتها شجعتها منذ سن مبكرة على استكشاف اللغات والثقافات المختلفة، فكانت الفرنسية بوابتها الأولى. وبدعم مستمر من العائلة، بدأت مرام بتوثيق رحلتها مع هذه اللغة عبر فيديوهات على "إنستغرام"، لتجد نفسها بين عشية وضحاها محط أنظار الآلاف الذين يتابعونها ويستفيدون من محتواها المميز. ولم تجعل مرام من تعليم اللغة الفرنسية مجرد مهمة تعليمية جافة، بل أضافت إليها لمسة من روحها المرحة. في كل فيديو جديد، تُظهر إبداعها، سواء باستخدام رسوم متحركة بسيطة، أو ألعاب لغوية تجعل الدروس أكثر جذبا وسلاسة. يوسف الجوهري (تطوان)