حسمت رئاسة مجلس القنيطرة، التي جرت وقائعها، أول أمس (الثلاثاء)، وسط حراسة أمنية مشددة، لصالح امرأة تنتمي إلى حزب "الأحرار". ويعول أبناء وبنات القنيطرة على الرئيسة الجديدة، وهي أول امرأة تقود مجلس المدينة، على القطع مع كل الممارسات المشبوهة، التي تسيء إلى العمل الجماعي، وتسيء إلى القنيطرة، لأنها أكبر من الجميع، ولا يمكن أن تبقى تحت رحمة "لصوص المال العام"، الذين يحلمون بأن يصبحوا من أثرياء المدينة في عهدها. نقول هذا، إدراكا منا أن مصالح "بزنس" كبيرة، تتداخل بين بعض "كبار الناخبين"، ومسؤولين حزبيين، رغم عدم توفر شرط وحدة الانتماء، إذ بدأ الحديث مبكرا، يروج في الكواليس، عن أن "منتخبا كبيرا" عقد صفقة (...) مع مسؤول حزبي كبير، من أجل دعمه في الانتخابات التشريعية المقبلة، رغم أن المرشح المعلوم معروف بإصدار شيكات بدون رصيد، وهو ما جعل المسؤول الحزبي لا يثق فيه، وطالبه بضمانات حقيقية. وفجرت انتخابات مجلس القنيطرة، قبل الحسم فيها لصالح المرشحة الوحيدة، خلافات قوية داخل البيت التجمعي، كان من نتائجها وضع مستشارتين من "الحمامة"، رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن، واحدة منهما يشغل زوجها منصب عون سلطة، حاولت الانتحار داخل زنزانتها. والمؤكد، أن مخلفات انتخابات رئيسة جديدة للقنيطرة، لن تمر مرور الكرام، وأن الأسابيع والشهور المقبلة، ستكون حبلى بالمفاجآت، خصوصا أن العديد من المستشارين، لا هم لهم في "العهد الجديد" للمجلس، سوى البحث عن "الكرمومة" وفتات الصفقات، وهو ما يفرض على العامل الجديد، اليقظة والانتباه والمراقبة والمواكبة. وبالعودة إلى أجواء التوتر داخل فريق "التجمع" الممتد حتى إلى المجلس الإقليمي، على الرئيسة الجديدة، أن تضع مسافة بينها وبين برلماني الحزب، ورئيس المجلس الإقليمي اللذين يصعب علاج خلافاتهما الباطنية، حتى وإن كانا يتبادلان المكالمات الهاتفية، التي يبقى عنوانها الكبير "النفاق الحزبي". لماذا كل ذلك؟، لأن المصلحة العليا للقنيطرة أكبر من لحروزة، وأكبر من البرلماني برقية وأكبر من رئيس المجلس الإقليمي، وأكبر من شقيق الرئيسة، وأكبر من باقي المستشارين، وأكبر من أي سباق نحو من سيسجل الفوز في ترتيبات المرحلة الانتخابية المقبلة بالضربة القاضية. وقد لخص المستشار بلمقيصية كل شيء عندما صرح للصحافة بعد انسحابه من الدورة أن "القنيطرة تعرضت إلى مؤامرة، فبعد أن فشلوا في هزمنا، لجؤوا إلى شراء الحكم". نتمنى أن تصل الرسالة. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma