الفضاء شكل فرصة لعرض المنتوجات الحربية لشركات مغربية ناشئة تحول المغرب بسرعة قياسية إلى منصة محلية لصناعة الطائرات بدون طيار، فبعد إعلان شركات مغربية يقودها شباب مبدعون، عن نسخ مدنية من طائراتها بدون طيار، أفرجت هذه الشركات عن النسخ العسكرية من منتوجاتها، وعرضتها في معرض مراكش للطيران الأخير. ومن الواضح أنه أصبحت في المغرب بيئة حقيقية لصناعة "الدرونات"، سواء الموجهة للقيام بأعمال الاستطلاع وجمع المعلومات، أو النوع المسمى "الكميكازي" أو الدرون الانتحاري، الذي يستهدف أهدافا عسكرية. وبعدما كان الحديث في الأيام الأخيرة عن طائرة أطلس، التي عرضت في معرض باريس، العام الماضي، ونجاح أولى تجاربها في المغرب، هناك شركات أخرى صممت بدورها طائرات بدون طيار انتحارية، وتطمح هذه الشركات للحصول على عقود مع القوات المسلحة الملكية، ومع دول أخرى، خاصة الإفريقية منها. وفي ما يتعلق بالطائرات المعروضة في الأيام الأخيرة بمراكش، نجد شركة "أيرودرايف" التي أعلنت قبل أسابيع عن طائرة أطلس للاستطلاع، إذ تمكنت من عرض نموذج آخر لطائرة مسيرة انتحارية، والتي أنتجت بشكل كامل في المغرب، بما في ذلك نظامها الإلكتروني الذي صمم وطور في المملكة. ويحلم الشباب المبدعون في قطاع الطيران، بمنح المغرب استقلالية في حاجياته في ما يخص الطائرات المسيرة، إذ صرح رئيس شركة "أيرودرايف"، بأن "المغرب يستورد جميع حاجياته، من الطائرات المسيرة المدنية والعسكرية، علما أننا نتحدث عن تكنولوجيا إستراتيجية، ما يفرض علينا إتقان الجوانب التكنولوجية، وتصنيعها محليا". وبالإضافة إلى معروضات الشركة المغربية الشابة، هناك نماذج أخرى كانت حاضرة في معرض مراكش، من بينها شركة "إي إكس في سانتر"، المتخصصة في "الدورنات"، التي عرضت نموذجا يتميز بنسبة إدماج تصل إلى 60 في المائة، ويتعلق الأمر بطائرة مدنية وعسكرية في الوقت نفسه. ويتميز هذا المشروع الذي طور بشراكة مع روسيا، بأنه مزود بنظام حماية سيبرانية قوية، تمنع من اختراقه والتحكم فيه من قبل العدو، كما أنه يستعمل في تحديد الأهداف البرية والبحرية، ويستطيع الطيران على ارتفاع 4 آلاف متر، إلى جانب التحليق لمسافة 400 كيلومتر. وهناك "درون" أخرى، سميت صقر الصحراء، وهي نموذج مغربي آخر، يتميز بالتصميم الشبحي، إذ شبهها البعض بطائرات شاهد الإيرانية، والتي تستطيع الطيران لمسافة 500 كيلومتر، وتحمل رأسا حربيا وزنه 20 كيلوغراما من المتفجرات، كما أن سرعتها تصل إلى 180 كيلومترا في الساعة. عصام الناصيري تعليق: