يعيش الفكاهي سعيد الناصري أسوأ أيامه هذه الفترة. أخبار المقاضاة والتحرش والسرقة طغت على أخبار فيلمه الجديد "الحمالة" الذي أخرجه إلى القاعات أخيرا. لقد "ضربت العين" فكاهينا العتيد، لكن لا ندري إن كانت أصابته في مقتل، فهو مثل طائر الفينيق الأسطوري، ينبعث دائما من وسط رماده ليخرج لنا بفضيحة جديدة. "آخر ما غنت أم كلثوم" في سجل فضائح صاحبنا، خبر استعداد النجمة اللبنانية هيفاء وهبي لمقاضاة مخرج "البانضية"، ومطالبته بتعويضات محترمة في حال استمراره في استغلال اسمها وصورتها في ملف "السبونسورينغ" الذي بعث به إلى مجموعة من المحتضنين من أجل دعم سهرة "نجوم الشاشة" التي ينظمها للدورة الثانية على التوالي. (بالمناسبة، الخبر الذي سرقته بعض المواقع الإلكترونية بدون أن تملك لا حجة ولا دليلا، وبدون حشمة أو حياء، هو سبق انفرد بنشره موقع "في الواجهة"). الملف نفسه، الذي طلب فيه الناصري من المحتضنين شراء طاولات عشاء ودعمه بمبلغ 1652000 درهم، حافل بأسماء نجوم كبار مثل عمر الشريف وعمر سي ورامي عياش وغيرهم، منهم من سيكرمه الناصري في سهرته، ومنهم من سيغني فيها. وهادشي راه غير فخبار السي سعيد، أما النجوم المعنيون، فلا أحد منهم يعلم بتكريمه، أو بمشاركته في السهرة.قبل فضيحة هيفاء، تناقل رواد المواقع الاجتماعية فيديو فيلم أمريكي، سرق الناصري مشاهد بأكملها منه، ووضعها في فيلمه "سارة" على طريقة "كوبيي كولي"، دون أن يرف له جفن أو تدمع له عين على حال السينما في بلدنا في وجود "مخرجين" من طينته. وقبله، خرجت علينا الممثلة لبنى أبيضار، بطلة فيلمه الجديد "الحمالة"، بتصريحات ساخنة، تتهم فيها الناصري بالتحرش بها وطلبه إقامة علاقة جنسية معها، لتفضح المسكوت عنه في عالم العلاقات بين بعض المخرجين وبطلات أفلامهم، ولينطبق على صديقنا الناصري مقولة "الخير منين يجي، كا يجي فمرة". وفي ما عدا نجاح عروضه الفكاهية، في البدايات، قبل أن يتذوق الناصري طعم الربح السريع في مجال الإنتاج ويتحفنا بمجموعة من "أبسل" السيتكومات والسلسلات الهزلية في تاريخ التلفزيون، التي جنى منها أموالا طائلة، ظل مسار "الخطاف" حافلا بالمصائب والكوارث والفضائح. والكل يتذكر مشاكله مع الصحافيين إثر اتهام الصحافي أحمد نجيم له بمحاولة إرشائه، كما يتذكر تصريحات ممثلات وممثلين يتهمونه بأنه "أكل رزقهم"، ولم يدفع لهم ما بذمته من مال بعد المشاركة معه في أعماله، إضافة إلى خلافاته مع التلفزيون (حين أقفل عليه صنبور الدعم) ومع مهرجان مراكش الدولي للفيلم ومع جمال الدبوز...الناصري، ورغم أنه رجل مشاكل، لا يلتفت إلى كل هذا. ولا يكف يتبجح بقدرة أفلامه على جلب أكبر نسبة من الجمهور، رغم إجماع النقاد والصحافة والمختصين على تواضع مستواها. إنه لا يكل ولا يمل من محاولات إضحاك الناس، ومن محاولات الضحك على ذقونهم أيضا. الناصري قلبه حديد. لذلك "عطاتو خاطرو" يستعمل اسم نجمة مثل هيفاء وهبي ويوظف صورتها للحصول على تمويل لسهرته. لكن انقلب السحر على الساحر وهددته هيفاء، عن طريق محاميها، بمقاضاته والحصول على تعويض سمين. إنه اللعب مع الكبار يا سعيد. إنها هيفاء وليست لبنى. "أو لا يحساب ليك غير جي وبوس الواوا؟".