بعد إغلاق "فيلا" كاليفورنيا ذائعة الفضائح، على خلفية ملف "إسكوبار الصحراء"، الذي يتابع فيه المنسق الجهوي السابق للأصالة والمعاصرة، بتهم التزوير والنصب والاحتيال والاتجار في المخدرات. وبعد الخروج الرسمي لهذه "الفيلا" المشبوهة من "السباق"، لم يجد أصحاب التحالف الثلاثي/الرباعي بالبيضاء، صعوبة في العثور على "فيلات" أخرى، وشقق وصالونات، وأجنحة في فنادق خمسة نجوم، وضيعات في الضواحي، لمواصلة التخطيط لاغتيالات جديدة في حق المدينة ونخبها وأطرها، أو "الحجر" عليهم وعلى آرائهم وحريتهم في التعبير. ثلاثة، أو أربعة أشخاص، ينتمون إلى التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، وأحيانا الاتحاد الدستوري، يستأسدون في العاصمة وباقي الأقاليم المجاورة، ويتحكمون في المنتخبين، مثل دمى من قش، يحركونها ذات اليمين وذات الشمال، و"حبة فوق وحبة تحت"، حسب الرغبات والنزوات "السياسية" واتجاهات المصالح. لا رابط بين قرارات "موالين التحالف" (على وزن "موالين الملاسة")، ولا مبادئ تؤطر عملهم، ولا خارطة طريق يمكن الاهتداء بها، ولا مرجعيات، ولا ميثاق "أخلاق" حتى، ما عدا اتفاقات جنح الليل، وتوافقات الساعات الأخيرة، وأحاديث "الكولسة" في الهواتف ورسائل "واتساب" ومحادثات "تيليغرام" و"سينيال" التي لا تطولها أعين الرقيب. لا يحضر المنسقون في الوقت والمكان اللذين ينبغي أن يحضروا فيهما، حين تكون الحاجة إليهم ضرورية، لمواكبة المنتخبين والمجالس الترابية، وتنظيم ندوات ولقاءات للنقاش العمومي حول متابعة برامج وتقييم مخططات التنمية وتقديم حصيلة، ومراجعة حاجيات وأولويات المواطنين ودفع الجماعات للإسراع بتلبيتها. ويغيب أصحاب التحالف في اللحظات المهمة التي يكون فيها المستشارون والمنتخبون، في حاجة إلى دورات للتكوين في القانون والمساطر والجبايات والممتلكات والتدبير والرقمنة وفن الخطابة والترافع وإعداد التقارير والمداخلات في اللجان والدورات، حتى لا يتعرض الكثير من "نخبة الأحزاب في المجالس المنتخبة" إلى "التنمر" لأنهم لا يميزون بين الألف و"عصا الطبال". لا ينبعث المنسقون من رمادهم، إلا في أوقات "العد والحساب"، ونعني به حساب عدد أعضاء المجالس والمكاتب، ولجم "الأغلبية" ومصادرة إراداتها، من أجل التصويت على هذا المحظوظ أو ذاك، أو هذا الرئيس، أو آخر، أو هذا النائب، دون تلك النائبة. في مثل هذه المعارك الفارغة، (وإن تعلق الأمر بنيابة سادسة في مقاطعة جماعية)، يعود هؤلاء إلى الحياة مثل طيور "فينيق"، ويتذكرون أن هناك أشياء اسمها "التحالف" و"الميثاق" و"الأخلاق" والالتزام بالتصويت، ويدبجون بلاغات شبه عسكرية، تصدر الأوامر، وتطلب من المنتخبين الدخول إلى الصف وعدم الخروج على السطر، تحت طائلة الطرد والتهجير والإبعاد القسري. وحين تنتهي هذه المهمة، يعود "موالين التحالف" إلى سباتهم وأشغالهم وأعمالهم ومشاريعهم، وأعينهم على شاشة الهواتف، تحسبا لاندلاع معركة أخرى في مكان آخر، يهبون لها عن بكرة أبيهم، ثم يحسمون الأمر كله بجرة بلاغ. "درنا السياسة بكري في هاد البلاد". يوسف الساكت للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma