حسن أوريد يستعيد أبا القاسم الزياني في إصداره الجديد احتضن المركب الثقافي عبد الحق القادري بالجديدة، أخيرا، حفل تقديم وتوقيع الإصدار الجديد للمفكر والأديب حسن أوريد المعنون "الباشادور". وجرى الحفل المنظم من قبل مؤسسة عبد الواحد القادري، بحضور نخبة مهمة من المثقفين والمهتمين بالأدب والرواية، حيث تناول من خلاله مقدم الحفل الأستاذ أبو طالب لمتوب أهم أعمال الأديب ومنجزاته الأدبية، ومنها الإصدار الموسوم بعنوان "الباشادور". وأبرز الكاتب حسن أوريد، أن رواية "الباشدور" تتحدث عن أبي القاسم الزياني، باعتباره "شخصية مهمة عاش في دواليب المخزن وعايش محطات حاسمة ليس فقط في تاريخ المغرب بل في تاريخ الحضارة الإسلامية، حتى أنه عايش أفول الإمبراطورية العثمانية ونقل رسائل من محمد بن عبد الوهاب إلى سيدي محمد بن عبد الله". وكشف أوريد أن عنوان الرواية هو من أدبيات العصر، وأنه لو كتب "السفير" فلن يكون موفقا، وأن لفظ "الباشادور" هو كناية على عمل السفارة الذي اضطلع به الزياني بالدولة العليا أي الإمبراطورية العثمانية حينما أوفده السلطان سيدي محمد بن عبد الله في رسم الجهاد في الدفاع عن بيضة الإسلام، مضيفا أنه حاول اعتماد أسلوب الفقهاء في كتابته للرواية وبكل حرية، حيث أبرز الهاجس البيداغوجي، حينما اختار أن تكون زيارة الزياني لإحدى الزوايا في قالب روائي، مع التركيز على طريق التدريس بتلك الزاوية من خلال قصيدة تتلى بها. وتعد رواية "الباشادور" عملا أدبيا مميزا يروي رحلة زمنية تمتد لمائة عام من تاريخ المغرب والحضارة الإسلامية، من خلال التركيز على شخصية أبي القاسم الزياني شاهدا على التحولات التاريخية في المغرب من العصور القديمة وصولا إلى الاستعمار الفرنسي، زاوج فيها بين الروح الأدبية والبحث التاريخي. و جاء على لسان أوريد بخصوص"الباشادور"، "أريد لهذا البـوح أن يكـون صـدى لنفسي. أريده معبراً عـمـا اعـتـور حيـاتي. أريده صـورة للحقيقة. أليست الحقيقة كما الغانية؛ يستوي جمالهـا عاريةً أو متدثرة؟ أتيح لي أن أعـرف دار الإسلام. درجـت في رحـاب دار المخزن بمغربنـا الأقصى، وتقلبـت في البـلاد مـن مغربنـا العامـر، أقصـاه وأوسطه وأدناه. وعشـتُ بالمحروسـة ردحـا مـن شـبابي، وأقمـت بهـا شـطـرا مـن كهولتـي، وجـاورت بالمدينة المنورة بعـد إذ أديت فريضة الحج، وحللت برحاب الدولة العلية وشددت الرحال إلى بيت المقدس. بلاد الإسلام معهـودة لـدي. وأشـعر أن السـدى الجامع للمسلمين أخـذ ينحـل، وعروتهـم تنفصـم، وأن مغربنا أضحـى غرضا للطامعين مـذ حـل الإفرنج بالمغرب الأوسط واحتلوا أرضـه. بيد أن شرورنـا نحـو أنفسنا أسـوا مـن الأطماع المتربصـة بنـا. فما نفعلـه بأنفسنا أسـوأ مـما يفعلـه العـدو بنـا. نمكنـه مـن أمرنـا بتناحرنا وجهلنـا وجهالتنـا. نحـجـم عـن رؤية الحقيقة، ونتحايل عليها بإلقاء اللوم على الغير". أحمد سكاب (الجديدة)