تعلمت أبجديات المشروع على يد شركات كبرى قبل أن تستغل خبرتها لتحصد النجاح والجوائز الاعتماد على علم النفس الذي يقوم على دراسة الإنسان وسلوكه ومناحي الحياة، من أجل الاستثمار في مجال العقار وتحقيق الأهداف المسطرة، فكرة مذهلة راودت غزلان الكراوي الشابة الثلاثينية، التي استطاعت أن تتحول من مختصة في علم النفس إلى سيدة أعمال وواحدة من المستثمرات الكبيرات في ميدان العقار بالإمارات العربية المتحدة. قصة نجاح الشابة غزلان لم تأت بضربة حظ، بل كانت نتيجة تطبيق ما خبرته في مجال علم النفس وتأطيرها من قبل شركات كبرى طرقت أبوابها للتعلم والتدرج في مسارها الذي تعتبره أنه مازال في بداية الطريق، وهو ما يجعلها تستحق دخول نادي "قافزين" لإصرارها على أهمية الحفاظ على التواضع والرغبة في التعلم والعمل لأجل تصحيح صورة المرأة المغربية في الخليج، على أن لها كفاءات كبيرة في مختلف المجالات، عوض حصرها في زاوية ضيقة ناتجة عن أحكام قيمة وممارسات معزولة. بداية الحكاية في بداية مسارها تابعت غزلان الكراوي المتحدرة من آسفي دراستها كباقي التلميذات والتلاميذ، وبعد نجاحها في الظفر بشهادة الباكلوريا، اختارت دراسة علم النفس، قبل أن تقرر تطوير مهاراتها بالانتقال إلى لندن للتخصص في ماجستير علم النفس السلوكي، لتحصل على وظيفة للعمل في مجال علاج أطفال التوحد بدبي. ولأن طريق النجاح ليست مفروشة بالورود، تابعت غزلان عملها بشكل عاد مع أطفال التوحد، إلى أن وجدت نفسها معزولة وسط عالم صعب يؤثر على الجانب النفسي، لتقرر تغيير مجال عملها واستغلال تخصصها في علم النفس للاستثمار في مجال العقار. ومن أجل اكتساب المهارة المطلوبة تفاديا للوقوع في أخطاء قاتلة قد تعصف بمستقبلها، خاصة أن اكتساب التجربة والخبرة في مجال ما يعتبر رأس المال الحقيقي، اتجهت ابنة آسفي إلى مجال العقار ونالت فرصة الاشتغال بإحدى الشركات الكبرى في دبي. ميدان صعب يحتاج "كاريزما" أسرت غزلان في حديثها مع "الصباح"، على أن الانتقال من تخصص معين إلى مجال آخر ليس سهل المنال، خاصة أن الاستثمار وعالم العقار ليسا سهلين، بل يتطلبان قدرات خاصة. ولأن غزلان كانت تبحث عن تثبيت قدميها بدبي وضمان مستقبلها في مدينة تعتبر أفضل المدن المستقطبة للاستثمارات الأجنبية في العالم، وتتميز بمستوى عيش عال، قررت خوض تحدي تحقيق أحلامها وصنع اسم لها وسط عالم ظل حكرا على الرجال وشخصيات معينة وأشخاص نقشوا أسمائهم بحروف من ذهب بعد سنوات طويلة من الكد والخبرة. ولبلوغ حلمها، اشتغلت غزلان أجيرة لدى الشركات الكبرى في مجال العقار، إلا أنه بعد مرور خمس سنوات على العمل ضمن شركات تعود لأصحابها، تساءلت الشابة عن الأسباب التي لا تدفعها لخوض مغامرة إنشاء شركة مختصة في العقارات سواء في بيعها أو التكفل بالحجوزات التي يرغب الزبناء فيها سواء كانوا إماراتيين أو أوربيين أو مغاربة وكذلك كل ما يتعلق بتجهيز العقار المرغوب فيه من ديكور وأفرشة وغيرها، مع ما يعني ذلك من مقامرة بأجرة شهرية قارة ومستقبل مضمون. الإخلاص رأس المال اكتسبت شركة غزلان شهرة كبيرة بدبي والإمارات بشكل عام، نظرا لجودة خدماتها، إذ تمكنت الشابة المغربية من كسب ثقة زبائنها الذين يثقون في التعامل معها، بعدما التزمت بتقديم مشاريع في المستوى، مع الحرص على إبراز جميع الإيجابيات والسلبيات التي يمكن أن تقع، وهو ما جعلهم ينخرطون معها بعدما التمسوا فيها الصدق في العمل. فالربح الأكبر بالنسبة للمستثمرة المسفيوية يظل رضا الزبون والإخلاص في العمل، باعتبارهما مفتاحين لتحقيق الأرباح، مشددة على أن السمعة تظل هي رأس المال الذي يأتي بالأرباح عوض تحقيق عائدات مالية مهمة في مشروع واحد ينتهي بسخط المتعاملين في ما بعد. وكشفت غزلان أنها واجهت صعوبات كبيرة بعد قرارها نيل الاستقلالية في العمل، إذ بعد البقاء دون دخل شهري قار، اضطرت إلى العمل ساعات مضاعفة تستمر إلى وقت متأخر عوض ساعات محددة، إضافة إلى الإرهاق والتعب من أجل دراسة مشاريع والبحث عن أفضلها وأجودها، ومحاولات مضنية لمرافقة الزبناء إلى الورشات والمشاريع المقترحة وتضييع الوقت مقابل أن ينتهي اللقاء بقبول العرض أو رفضه دون الأداء، ومضاعفة الجهود لكسب ثقة الزبناء الذين يجب معاملتهم بشكل جيد بعيدا عن التمييز، وهي المعاناة التي توجت في الأخير بصنع اسم مطلوب في السوق وحصد جوائز كبيرة تسلمتها على يد كبار الشخصيات في دولة الإمارات. محمد بها