الداودي وزير التعليم العالي قال إن الهجرة هي الأصل ومحاربتها استثناء شدد الحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، على أن الهجرة، التي غدت تحظى باهتمام دولي متنام، تعد هي الأصل، فيما تبقى محاربتها استثناء. ونبه وزير التعليم العالي، في سياق حديثه أمس (الأربعاء) خلال افتتاح الندوة الدولية التي تنظمها جامعة الحسن الأول وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمنظمة الدولية للهجرة حول الهجرة غير الشرعية في أبعادها الأمنية والإنسانية، بنبرة حازمة إلى أن المغرب لا يمكنه أن يلعب في أي حال من الأحوال، دور دركي أوربا، أو أن يقف لوحده في وجه الهجرة.وفي الوقت الذي كشف فيه الداودي، وجود أزيد من مليون صيني في القارة الإفريقية إلى جانب آلاف الأوربيين، منذ 2010 حلوا جميعهم لأغراض اقتصادية، استغرب رفض الدول الأوربية استقبال مهاجرين أفارقة على أراضيها، "بعض الدول تعمل على محاربة الهجرة، وتشجع في المقابل، نوعا خاصا من الهجرة، هي الهجرة الانتقائية، علما أن منطقها قائم على خطف وسرقة الأدمغة"، يقول الداودي، مستطردا "هل بهذه الصيغة سنضمن كرامة الإنسان، ونحن نعلم أن شريحة صغيرة لا يتجاوز أفرادها 1 في المائة من سكان العالم، تتحكم في العشرات في المائة من الثروات والاستهلاك"، قبل أن يضيف "الجميع يعي أنه لولا الهجرة لما أصبح العالم على ما هو عليه اليوم، ولما وصلت دول مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية وحتى فرنسا وألمانيا إلى ما هي عليه اليوم".وقال وزير التعليم العالي إن الدول تمنع وتسعى لمحاربة الهجرة غير الشرعية تحت ذريعة حماية اقتصادها الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد من وفود المهاجرين، أو خوفا من تسلل الإرهاب، وأنا أقول "هل الشخص يولد إرهابيا؟! طبعا لا، بل يصبح كذلك، وبالتالي على هذه الدول، أن توجه تهمها للمجتمعات وليس للفرد"، أي أن الهجرة تطرح أيضا إشكالية حقوق الإنسان.وبدوره، نبه أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، إلى الآثار السيئة التي يخلفها تدبير الدول لظاهرة الهجرة على المهاجرين، الذي قال إنه يختلف من دولة إلى أخرى، حسب السياسات والمنظورات وإكراهات وإيديولوجيات تتحكم في هذه الدول، وتنطلق في الغالب من منطلق الخوف من الآخر، وعدم فهمه، وبالتالي تشكل تهديدا للدول على عدة أصعدة. وأردف بيرو أن الهجرة يمكنها أن تكون بالفعل تهديدا للدول، إذا لم تتعلم إدراج سياسات أخرى ورؤية جديدة ملامح الهجرة بها إيجابية، وأن تعي أن في تلاقح الثقافات أغناء، "والمغرب مثال على ذلك، فمن منا في المغرب يمكنه أن يجزم أنه مغربي ابن مغربي أبا عن جد، بل إن أصولنا متعددة تتباين من الحجاز إلى الأندلس، وهذا ما خلق نوعا من التميز".واستغل الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، افتتاح الندوة، ليستعرض محاور المقاربة التي اعتمدها المغرب في مسألة الهجرة، "فالمغرب استوعب أن بإمكانه التعامل مع الهجرة بنظرة مختلفة، بقيادة جلالة الملك، تقوم على مقاربة حقوقية وإنسانية، أعطت الأمل، وحولت كابوس البحر الأبيض المتوسط الذي تحول إلى مقبرة للعديد من المهاجرين، إلى حلم مغربي يمكن المهاجرين، من تحقيق ذواتهم، فتحول بذلك من بلد للعبور إلى بلد استقرار".هجر المغلي