اقترح نفسه بديلا سياسيا ويراهن على عائلة دابدا للإطاحة بالرموز القديمة نزلت قيادة "البام" بثقلها، السبت الماضي إلى العيون أكبر مدن الصحراء المغربية، من أجل توجيه رسائل إلى بعض السياسيين الذين ظلوا يحتكرون جل المؤسسات المنتخبة، وأضحوا يشكلون عنوانا بارزا للريع الاقتصادي والسياسي.وتراهن قيادة "البام" على عائلة دابدا من أجل جني مكاسب انتخابية، والبصم على حضور انتخابي قوي في كل الأقاليم الجنوبية، وعلى رأسها العيون وبوجدور والسمارة وطرفاية وطانطان. وليس صدفة أن يصف مصطفى بكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الذي أطر لقاء تواصليا في العيون، السبت الماضي، القطب الصحراوي عبدالله دابدا بـ"حكيم الصحراء"، فيما لم يقل ولو كلمة مجاملة صغيرة في حق محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين الذي استأنف نشاطه داخل "البام"، بعدما اختار التراجع إلى الوراء منذ شهور، قبل أن يظهر في نشاط حزبي أقيم بالعيون. ويسعى "البام" من خلال عائلة "حكيم الصحراء" الانتخابية إلى زرع بذوره في مختلف الدوائر الانتخابية في الأقاليم الصحراوية، خصوصا أن العائلة نفسها لها امتدادات انتخابية تمتد إلى بوجدور. مقابل ذلك، ترى بعض المصادر أن الرهان على أسماء انتخابية قديمة، قد لا يحقق النتيجة المرجوة، وأن البديل هي نخبة سياسية جديدة، يكون عمادها الفقري بعض الأطر التي تحظى باحترام القبائل الصحراوية، غير أن هذا الطرح يواجه معارضة شديدة من قبل القيادة الجهوية للحزب في المناطق نفسها، على خلفية أن الانتخابات تحتاج إلى وجوه متمرسة ومجربة، ولها امتدادات قبلية قوية. ويرتقب أن تشتعل نار الصراعات الانتخابية بين أقطاب وعائلات صحراوية، خصوصا أن الانتخابات الجماعية والجهوية تقرر أن تجرى في يوم واحد. وعبر بكوري عن أمله في أن "تفعل الجهوية في الأقاليم الجنوبية، لتكون نموذجا تتحقق من خلاله رهانات التنمية الشاملة لفائدة السكان، وهي طموحات وآفاق تفرض أن نسائل أنفسنا حول وسائل التمثيلية والوساطة في الحقل السياسي، وأن تكون هذه الرهانات حاضرة في ذهن كل من يريد تحمل المسؤولية والمشاركة فيها، هناك مرحلة قادمة بمسؤوليات جديدة، وكل من سيتحملها يجب أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون".وقال بكوري إن "2015 سنة التحول وإرساء المؤسسات الجديدة، يجب أن تكون سنة النجاح في الموعد مع التاريخ، هذا الموعد بين أيدينا، ولا بد من أن نشير في هذا السياق، إلى أن العديد من الجهات روجت أن الحزب تخلى عن الأقاليم الجنوبية، فهذا أمر مغلوط، لأن الحزب جعل من كل ما يتعلق بالربوع المذكورة رهانات جوهرية في مشروعه السياسي وفي مبادراته"، مضيفا أن "الانشغال بأوراش مختلفة مكن الحزب، بالمقابل من تحقيق إنجازات نفخر بها اليوم، فلدينا تمثيليات في البرلمان، بوسعها أن تتبنى هذا الخطاب وتواكبه وترافقه بالفعل وبالمبادرة".عبدالله الكوزي