ترأس وفدا ضم وزراء ورجال أعمال مغاربة إلى منتدى التعاون الصيني – الإفريقي ببكين حل عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أمس (الأربعاء)، ببكين، لتمثيل جلالة الملك في قمة منتدى التعاون الصيني – الإفريقي، التي انطلقت أمس (الأربعاء) وتنتهي غدا (الجمعة)، ووجد في استقباله لدى وصوله إلى مطار بكين الدولي، لي يونزي الوزير الصيني للإدارة الوطنية للتنظيم المالي. وسيكون أخنوش مرفوقا خلال أشغال هذا المنتدى بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومحسن الجزولي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية. وسيشارك في المنتدى كذلك وفد من رجال الأعمال المغاربة، برئاسة شكيب لعلج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب في الندوة الثامنة لرواد الأعمال الصينيين والأفارقة، التي ستنظم على هامش أشغال منتدى التعاون الصيني الإفريقي. ويشكل منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك)، الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الرابعة والعشرين لتأسيسه، شراكة متميزة بين الصين والقارة الإفريقية، قائمة على المبادئ الأساسية للتضامن، والتعاون، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية. ويعتبر "فوكاك"، الذي تأسس في أكتوبر 2000 ببكين، أقدم المنتديات الإقليمية في الصين، التي أعلنت بعد ذلك عن إنشاء صندوق تنمية صيني إفريقي بقيمة 5 ملايير دولار. وتتطلع بكين وشركاؤها الأفارقة لمستقبل واعد على كافة المستويات، في سياق عالمي يتسم بتحديات متعددة على صعيد استدامة النمو الاقتصادي، والتحولات الرقمية السريعة، والتغيرات المناخية. ولتحقيق هذا الغرض، قام الطرفان على مدى العقدين الماضيين بمضاعفة المبادرات والآليات المتعددة الأطراف والثنائية، من أجل شراكة متميزة في إطار احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية. وظهرت نتائج هذا التوجه الصيني نحو القارة السمراء جليا على مستوى تعاونهما الاقتصادي، ذلك أن "الإمبراطورية الوسطى" تعتبر أكبر شريك تجاري لإفريقيا خلال السنوات الـ 15 الماضية، مع ارتفاع قيمة واردات وصادرات الصين إلى إفريقيا من أقل من حوالي 14 مليار دولار في 2000 إلى حوالي 263 مليار دولار خلال 2022، بزيادة تراكمية بحوالي 20 مرة، وذلك وفق مؤشر التجارة الصيني الإفريقي الذي صدر لأول مرة سنة 2023. وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا، حسب معطيات وزارة التجارة الصينية، 282 مليار دولار السنة الماضية، مع تجاوز حجم الاستثمار المباشر للصين في إفريقيا 40 مليار دولار. ومكن هذا التطور الكبير في حجم التبادل الاقتصادي بين الصين وافريقيا من تعميق التعاون في المجالات التقليدية، من قبيل التجارة، والاستثمار، والبنية التحتية، وهي مجالات يسعى المسؤولون الصينيون والأفارقة لتعزيزها، وكذا الاستفادة من نجاح نماذجها، لاستكشاف مسارات جديدة للتعاون خلال قمة "فوكاك" 2024. ويؤكد المسؤولون الصينيون أن هذه القمة تعتبر أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه الصين في الأعوام الماضية، وبالتالي فإنه يشكل الفرصة المناسبة، من أجل توسيع التعاون في القطاعات الصاعدة، من قبيل التنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الأزرق. ياسين قُطيب