«لوبي» التبغ يواصل عرقلة قانون منع التدخين بالأماكن العمومية تمكن "لوبي" التبغ من قهر الحكومات والوزراء، الذين تعاقبوا على تدبير الشأن العام، من خلال التدخل لعرقلة إصدار النصوص التطبيقية لمنع التدخين في الأماكن العمومية، رغم مصادقة البرلمان على نص قانوني منذ 33 سنة، والذي يحمل رقم 15-91، والصادر بالجريدة الرسمية عدد 4381، ومصادقة الوزراء على إستراتيجيات وطنية للوقاية من السرطان. وأقر خالد أيت طالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بهذا الأمر، وأكد عزمه تعزيز القوانين المتعلقة بذلك، من خلال تنزيل المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، الممتد إلى غاية 2029، والإستراتيجية الوطنية المتعددة القطاعات، للوقاية من الأمراض غير السارية. وحذر الوزير ملايين الشباب، ذكورا وإناثا، من آفة التدخين المسبب للسرطان القاتل، سواء بالنسبة إلى الذين يدخنون سجائر عادية أو إلكترونية، أو "الشيشا". وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن ما يفوق 80 في المائة من الوفيات ناتجة عن استهلاك التبغ في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، يضيف أيت طالب، ما شكل تهديدا ملموسا للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية عالميا، وعبئا من حيث معدلات الوفيات والعجز المبكرة، إذ من المتوقع أن يحصد هذا الوباء أرواح 10 ملايين بحلول 2030، إذا لم تتخذ إجراءات وتدابير للحد منه. وقال وزير الصحة والحماية الاجتماعية، في رده على سؤال كتابي للبرلماني سعيد باعزيز، من الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، تتوفر "الصباح" على نسخة منه، إن المغرب لا يشكل الاستثناء، إذ تصل نسبة استهلاك التبغ 23.4 في المائة عند الرجال، و0.3 في المائة لدى النساء، استنادا إلى المسح الوطني حول عوامل الاختطار للأمراض غير السارية. وأضاف المسؤول الحكومي أن التدخين بالمغرب يتسبب في 8 في المائة من الوفيات، و75 في المائة من وفيات سرطان الرئة، و10 في المائة من وفيات أمراض الجهاز التنفسي. وسجل ارتفاع نسبة المتعاطين لمادة "الشيشا"، رغم تحذير منظمة الصحة العالمية للخطر المحدق بالمواطنين، بسبب أن التبغ الموجود فيها يحتوي على نسبة عالية من "النيكوتين"، مقارنة بباقي أنواع السجائر، ويضم أيضا مركز التبغ غير المنكه ما يعادل كمية "النيكوتين" الموجودة في 70 سيجارة، وحتى بعد عبور الماء، سجل وجود مواد سامة، بما في ذلك أوكسيد الكاربون، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيماوية المسببة للسرطان. وأوضح الوزير أن الشخص الذي يستخدم عادة "الشيشا" مدة ساعة، يستنشق ما بين 100 إلى 200 ضعف حجم الدخان المستنشق باستخدام سيجارة واحدة، إضافة إلى وجود مواد أخرى عبر استخدام الوقود لتسخين "الشيشا"، مثل الجمر المنتج لمواد سامة كيماوية مسببة للسرطان، ما يشكل أيضا خطرا على صحة النساء الحوامل والأطفال إذا كانوا وسط فضاء به مدخن "شيشا". وأفاد الوزير أن "الشيشا" تتسبب في الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية، والأمراض التنفسية، وانتقال التهاب الكبد الوبائي، وفيروس الهربس، وطبعا الأمراض المتنقلة، مثل السل. وأعلن الوزير عن وضع خطة وطنية تمتد إلى غاية 2029، للحد من التدخين ترتكز على التحسيس والوقاية، عبر وضع حملات إعلامية واسعة، بدعم من مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج داء السرطان، وإنشاء نواد في المدارس والثانويات للرفع من مستوى الوعي بأخطار التبغ، وإعداد برامج تربوية على الأنترنت، ودمج خدمات المساعدة على الإقلاع عن التدخين في المرافق الصحية. أحمد الأرقام