هذا حوار افتراضي، لم يجر في الواقع. لكنه محاولة خيالية لاستنطاق شخصيات فنية وثقافية وسياسية ورياضية، لقول آراء ربما لا يصح البوح بها علنا، والأسئلة والإجابات من الخيال، لكن الأكيد أنها تحكي كثيرا عن الواقع…. في الحوار التالي نقترب من القيادي في حزب العدالة والتنمية المقرئ أبو زيد، الذي اشتهر، حين كان برلمانيا، بصورته وهو نائم، قبل أن يعود إلى الواجهة بتصريحاته الغريبة: مرحبا أبوزيد... أخيرا عدت للمشاركة في التظاهرات بعد غياب طويل، فهل كنت في لحظة تأمل فكري؟ أبدا، بل كنت في سبات طويل، فمنذ أن غادرت البرلمان قررت أن أخلد للراحة، حتى تختفي صورتي تحت قبة البرلمان وأنا في "سابع نومة". بصحتك وراحتك، لكن منذ مغادرتك للبرلمان عدت إلى تصريحاتك المثيرة... عندك الصح، المقعد البرلماني أشعرني براحة نفسية لا مثيل لها ألجمتني عن الحديث. أثارت تصريحاتكم الأخيرة حول إلغاء شرط إبراز عقد الزواج في الفنادق جدلا كبيرا... "أشنو هي هاذ التصريحات... راه سولوني وأنا يا الله فقت من النعاس". لقد قلتم إن إلغاء شرط إبراز عقد الزواج يعد "دعوة مباشرة للتشجيع على الفساد والرذيلة". أليس هذا موقفا قاسيا؟ بالعكس، أنا أرى أن هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى انتشار الفساد والرذيلة في المجتمع، إضافة إلى انتشار الأمراض، مثل "السيدا"، والخيانة الزوجية، والارتزاق بالعرض. كما أن هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى تفكك أسري وانتشار أولاد الزنا، مما يهدد النسيج الاجتماعي. هل إلغاء عقد الزواج في الفنادق سيتسبب في كل هذه الكوارث؟ نعم، لأنه يعكس مدى الخضوع للإملاءات العولمية والإجراءات التغريبية، التي تفرضها الأمم المتحدة باسم الحرية الشخصية. ولـــــم تجنبت الخوض في مثل هذا النقاش، حين كنت برلمانيا؟ ها أنت عدت إلى تذكيري بالنوم ومتعته مجددا. لاحظنا أنكم تمضون الكثير من الوقت في إلقاء محاضرات عن مواضيع غريبة، لا علاقة لها بالمشاكل التي يعانيها المغاربة البسطاء... صحيح، فأنا مدمن على مواضيع الهيمنة اللغوية الأمريكية، ومعجزة اللغة العربية، والإلحاد الجديد. جميل، ولكن هناك من يعتبر محاضراتكم "تخريفية" و"تضليلية"، ويصفون أتباع حزبكم، في فترة حصولكم على الأغلبية في البرلمان بـ"المبنجين". ما رأيكم في هذه الأوصاف؟ كل شخص له الحق في التعبير عن رأيه، ولكنني أؤمن بأنني أقوم بدوري في توعية المجتمع والمساهمة في بناء ثقافة واعية. يبدو أنكم تفضلون البقاء في عالم المحاضرات، لكن المواطن العادي يريد أن يرى البرلماني أبوزيد "خطيبا" فصيحا يدافع عن حقوقه، وليس برلمانيا "نائما" يتوسد كفيه... أعتذر عن إتمام الحوار، فأنا منشغل هذه الأيام بالتظاهر لصالح حماس الفلسطينية، فربما أستعيد بعض توهجي، بعدما غبت عن كل المظاهرات والمسيرات الوطنية. تخيل الحوار الافتراضي: خالد العطاوي