ظلت تروج بضاعتها باحترافية بعد اعتقال زوجها البارون ويقظة الأمن ضبطتها متلبسة بجرائمها تنطلق مجموعة من القصص البوليسية، بمعطيات غامضة، سرعان ما يتم كشف ألغازها نتيجة يقظة العناصر الأمنية، التي تعتمد على خبرتها وحنكتها في التقاط الإشارات وفك الرموز، لتتوالى بذلك المعطيات التي يتم الوصول إليها بعد محاصرة الجاني أو الجانية بأدلة تكشف خيوط عمليات إجرامية تم ارتكابها باحترافية حتى لا يفطن إليها عامة الناس، كما هو الشأن بالنسبة إلى مروجة كوكايين تبلغ من العمر 30 سنة أطيح بها من قبل عناصر الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن الرحمة بالبيضاء، رغم مخططاتها للتمويه والبقاء بعيدة عن الشكوك. قصة هذا الأسبوع، قضية مروجة مخدرات زوجة بارون كوكايين و"البوفا"، التي قررت تولي زمام الأمور لاستئناف أنشطة زوجها، الذي عاث فسادا وأدخل مئات الأسر في عالم الحزن والمأساة، بعد التسبب في إدمان أبنائها، خاصة فئة الشباب، قبل أن تطيح به المصالح الأمنية وتتم إحالته على المحكمة الزجرية بالبيضاء، التي أدانته بثلاث سنوات حبسا نافذا. «الكوكايين" لإعالة الأسرة ولأن الزوجة اعتادت على حياة البذخ، التي كانت تنعم بها في كنف زوجها بارون الكوكايين، الذي يقبع وراء القضبان في سجن "عكاشة" بعين السبع بالبيضاء، وفي ظل صعوبة إعالة الأسرة الصغيرة التي تضم أما وطفلين، لم تجد الثلاثينية التي كانت تعيش على نفقة الزوج سوى تسخير شبابها وخبرتها التي اكتسبتها في ميدان زوجها المعتقل، لتوفير مداخيل قارة وأرباح خيالية لاستئناف حياتها العادية وتوفير كل متطلباتها اليومية وأبنائها، عوض البقاء رهينة البكاء والتحسر على الوضع الذي آلت إليه بعد اعتقال شريك حياتها ووالد فلذات كبدها. واعتمادا على معرفتها بشركاء زوجها، قررت اللجوء إلى أحد معارفه ومزوديه بالمخدرات الصلبة لطلب مساعدته في استئناف أنشطة شريك حياتها، وهو ما استجاب له المروج الذي كان يسلمها كميات من الكوكايين و"البوفا"، ما مكنها من تفويت البضاعة المحظورة وسط مجموعة من زبنائها المدمنين مقابل 300 درهم للغرام الواحد، الأمر الذي ساعدها على تحقيق عائدات مالية مهمة في ظرف وجيز وإعالة صغيريها وتوفير كل الضروريات والكماليات التي يشتهونها. عين لاقطة مكنت احترافية المروجة وخبرتها التي اكتسبتها من قبل زوجها وكذا أنشطتها السابقة، باعتبارها من ذوات السوابق في الاتجار في المخدرات والتي قضت بسببها عقوبة حبسية مدتها ثلاثة أشهر، (مكنتها) من إنجاح عملياتها بشكل احترافي دون أن يفتضح أمرها من قبل عامة الناس، أو يفتضح أمرها أمام المصالح الأمنية، خاصة أنها كانت تروج الكوكايين و"البوفا" بعد اتباع حيل ومخططات دقيقة ومحسوبة. ومكن عدم افتضاح أمر "البزناسة" من مواصلة عملياتها الإجرامية، بعد أن اعتقدت أنها بعيدة عن الشك والمساءلة، إلى أن جاء اليوم الذي صادفت فيه دورية أمنية تابعة لمنطقة أمن الرحمة بالبيضاء، حيث أثارت هفوة وارتباك من قبل امرأة تقود سيارة فاخرة من نوع "ميرسيديس" أثناء حلولها لاقتناء علبة سجائر شكوك الشرطة التي قررت إيقافها وطلب وثائق هويتها وإخضاعها وكذا سيارتها لتفتيش دقيق، في إطار العين اللاقطة للأمن، التي تأتي في سياق التدخلات الاستباقية لمحاربة مختلف أشكال الجريمة. ومكن الإجراء الروتيني الذي تقوم به عناصر الدورية الأمنية، من الوقوف على مفاجأة، مضمونها أن سائقة السيارة الفاخرة لم تكن امرأة عادية أو مرتكبة لمخالفة ما، بل تخفي وراءها شخصية إجرامية تتمثل في أنها مروجة كوكايين و"بوفا"، بعد أن أسفرت عملية التفتيش عن ضبطها متلبسة بحيازة كمية مهمة من المخدرات الصلبة وسكين ومبلغ مالي. رشوة حاولت المروجة الإفلات من الاعتقال بسلوك مختلف السبل، بعد أن قررت مساومة عناصر الشرطة القضائية المكلفة بإيقافها وعملية التحقيق معها بمبلغ 30 مليون سنتيم، مقابل تزوير الحقائق وإطلاق سراحها وإغلاق الملف. ورغم محاولة إغرائهم إلا أنها اصطدمت بواقع أمنيين شرفاء رفضوا عرضها المغري لحرصهم على تطبيق القانون بحذافيره والتضحية بالغالي والنفيس، في سيبل خدمة وحماية الوطن والمواطن، لتتم مباشرة التحقيق معها، حيث لم تجد بدا من الاعتراف بأنشطتها الإجرامية وخلفياتها، قبل أن يتم تقديمها أمام وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية بالبيضاء، الذي بعد انتهاء البحث والتقديم أحالها على المحكمة، التي أدانتها بسنتين حبسا نافذا، ليغلق بذلك قوس جرائمها وزوجها، الذي ينتظر أن تنطلق محاكمته في مرحلة الاستئناف وإسدال الستار على ملفه الذي تأخر البت فيه هو الآخر، بإدانته بعقوبة مشددة، إنصافا لضحايا تم تخريب مستقبلهم. محمد بها