ردود أفعال متباينة حول عنوان ندوة ضمن مهرجان «ثويزا» عن صاحب «الخبز الحافي» خلف عنوان ندوة أدبية نظمت في طنجة، أخيرا، في موضوع "محمد شكري "اللا أخلاقي"، ضمن فعاليات مهرجان "ثويزا"، ردود أفعال متباينة بين المثقفين والكتاب. واعتبر الكاتب الحسن آيت بيهي أن عنوان الندوة "غير موفق بالمرة بفعالية يريد اصحابها الاحتفاء بالراحل محمد شكري وكأنهم يريدون اختصار كل ما خلفه من إرث ثقافي في "الخبز الحافي". وأضاف أيت بيهي، في تدوينة على "فيسبوك"، "اعتقد ان كلمة "اللا أخلاقي" عنوان سيء جدا... ومن تابع سيرة ابن طنجة يعرف انه كان فوضويا وربما بوهيميا أقول ربما وحتى إن كان يتم البحث عن عنوان تحت يافطة خالف تعرف كان يمكن مثلا استحضار هذه الفوضوية في كتاباته ومساره الحياتي... بل وحتى ربما القول "شكري الفضائحي" لكي تحافظوا على الاختلاف الذي يؤدي الى تعريف ما لا يعرف وفي إطار نزوعه إلى فضح الواقع الذي نقله لنا في سيرته الذاتية وفي خبزه الحافي والسوق الداخلي وسيرة بول بولز في طنجة وجان جنيه وغيرهم". أما الكاتب والصحافي عبد الرحيم التوراني فاعتبر أن الموضوع بعيد عن سؤال هل كان الكاتب محمد شكري شخصا سيئا غير صالح، وإنسانا غير عادٍ، وفي النتيجة شخصا غير أخلاقي؟ وأضاف في تدوينة له "لا أعتقد أن من سيجتمعون حول الندوة سيمثلون دور "المقدم" الذي يمنح "شهادة الاستقامة وحسن السيرة"، أو سيشكلون هيأة قضائية ومحلفين للحكم بإدانة أو براءة محمد شكري كإنسان وكمواطن ارتكب أم لا جريمة أخلاقية؟ وتساءل التوراني "هل نحن بصدد الحديث والنقاش حول موضوع أدبي خالص، أم بصدد مجال مادة الأخلاق وشرح وتفسير نقيض الأخلاق، أي اللاأخلاق؟.. هل إذا ما تناول الأديب تيمة الجنس، وكتب عن شخصيات تحسب من ضحايا القمع الجنسي، سيكون الكاتب اقترف عملا لا أخلاقيا يدخل في نطاق الفجور؟".. ماذا تعني القيم الأدبية، وما معنى الصدق الأدبي، وما فائدة الأدب؟ ثم ما العلاقة بين الأدب والفضيحة، والأدب وسلطة الأخلاق والمجتمع..؟ وما هي المفاهيم المحددة للأخلاق في الأدب؟" من جانبه كتب الشاعر والناقد صلاح بوسريف "كان على المنظمين أن يطرحوا سُؤالاً، يكون موضوع الندوة، وفيه يمكن أن نعرف من هو شكري، ونعرف ما كتبه من خلال أعماله ذاتها، لا من الحضور الإعلامي، ومن الاسم، ومن السياق الذي ظهر فيه شكري، ومن لعبوا دوراً في ظهوره، وهو ما الذي بقي من شكري، لنعرف، جميعاً، إذا كان من سيقرؤونه موضوعيين، لا ينظرون إلى الشخص، ويكتفون بالنَّص". وأضاف بوسريف "... ما سيجعل اليوم من صفة، أو تسمية "اللا أخلاقي"، غير ذات قيمة، إذا نحن كنا فِعْلاً نقرأ ما في الرواية المغربية من طفرات تجاوزت شكري بكثير، في البناء، وفي التجريب، وفي اللغة والخيال، وفي علاقتها بالواقع، وما اتَّسَمَت به أبعاد غرائبيَّة، ومن شعرية ذات مستوى عميق وعالٍ، وما راكمه هؤلاء من أعمال، ما زِلنا لم ننتبه إليها، لأنَّنا، إما يستهوينا أن نكتب عن الغرب، وأن ندَّعِي قراءتنا لأحْدَثِ روايات الغرب وترجمتها، وهذه إحدى عقدنا المزمنة في الثقافة والمعرفة، أو لأنّنا أسرى المشرق العربِي، الذي هو عائق في قراءتنا للأعمال المغربية، التي نقرؤها بقياسها بغيرها، لا بما تكون عليه من خُصوصيات، ومن فرادة وتميز." عزيز المجدوب