برنامج مجاني للسياحة الثقافية يعزز الروابط بين الأجيال الصاعدة ومعارفهم المحلية في وقت تسعى فيه دول كبرى للسيطرة على عقول الشباب، وأدلجة أفكارهم من خلال إمكانياتها المتعددة في "البروباغندا" الثقافية، إلى درجة أنها نجحت أحيانا في اختراق مجموعة من البلدان ثقافيا، عبر القوة الناعمة، استفاق المغرب، أخيرا، وسارع إلى تعزيز الروابط بين الشباب على وجه التحديد ومحيطه الثقافي. وهناك تطاحن بين الثقافات واللغات والقيم على الأنترنت، وأصبح من الضروري على البلدان، حماية شبابها من الاستلاب الثقافي، الذي يجعل الشاب أو الطفل منبهرا بالآخر ويكره مجتمعه وبلده، ومقوماته الثقافية. وفي هذا السياق يمكن قراءة برنامج "حلقات معرفة المغرب" الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل، التي مكنت آلاف التلاميذ هذه السنة من رحلات سياحية وثقافية جهوية، للتعرف على المقومات الحضارية والثقافية المغربية، من خلال زيارة المواقع الأثرية والحرف والمواقع الطبيعية، والتعرف على العادات والتقاليد. ويهدف البرنامج إلى إتاحة الفرصة أمام الشباب المغربي لاكتشاف ثقافة بلدهم وتاريخه العريق، من خلال جولات سياحية مجانية تشمل مختلف مدن ومناطق المملكة، كما تتيح هذه الحلقات للشباب فرصة فريدة لاكتشاف المواقع الأثرية والتاريخية، والتعرف على العادات والتقاليد المغربية المتنوعة، والتفاعل مع الموروث الثقافي والشعبي الغني والمتعدد للمملكة، حسب ما أعلنته الوزارة الوصية. وبرمجت الوزارة خلال هذه السنة 12 حلقة تنطلق من 12 جهة، غايتها الأولى اكتشاف ما يختزنه المغرب من كنوز أثرية وتاريخية، ومن ممارسات شعبية وثقافية. وأعطيت انطلاقة برنامج حلقات معرفة المغرب، من جهة سوس ماسة، إذ استفاد حوالي 50 شابا وشابة بالجهة، من المرحلة الأولى من البرنامج، الممتدة على مدى أسبوع بتارودانت، تحت إشراف المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) بجهة سوس ماسة. وقام الشباب المستفيدون في الأيام الأخيرة بجولات لاكتشاف المؤهلات التاريخية والثقافية والسياحية التي يزخر بها الإقليم، من خلال جولات سياحية مجانية تشمل مختلف المناطق. وزار الشباب القصبة السلطانية ودار الدباغة وأسواق المدينة ومتحف قصر "كلاوديو برافو"، إضافة إلى زيارة المنطقة السياحية "أفنسو"، و"واحة تيوت". ومن المرتقب أن يشهد، يوليوز الجاري وغشت المقبل، برامج مماثلة في مختلف جهات المملكة، يستفيد منها شباب تتراوح أعمارهم ما بين 16 سنة و20، وهي المرحلة العمرية التي تتشكل فيها شخصية الشاب، وكلما كان ارتباطه ببلده قويا، كلما كان شخصا إيجابيا لنفسه ولمجتمعه. عصام الناصيري