التحقيقات الأولية لأمن البيضاء كشفت تلاعبات في أموال الزبناء وقع العديد من المسؤولين ضحية تلاعبات مالية واختلالات محاسباتية تقارب ثلاثة ملايير، لموثق شهير بالبيضاء، اختفى عن الأنظار منذ مدة قبل أن يتبين أنه يوجد بالولايات المتحدة الأمريكية. وقالت المصادر ذاتها إن البحث الأولي كشف وجود اختلالات محاسباتية وتلاعبات في أموال زبناء الموثق، الذين يوجد من بينهم مسؤولون ومنتخبون. وأضافت المصادر ذاتها أن الموثق لم يسلم بعض المستحقات المالية إلى زبناء كلفوه ببيع أو اقتناء عقارات، خاصة بمشروع بمنطقة بوسكورة خصص لمجموعة من المسؤولين بمختلف الإدارات بالبيضاء. وكشف التحقيق ذاته تسلم الموثق مجموعة من المبالغ المالية الخاصة بزبنائه، غير أنه لم يعمد إلى وضعها في صندوق الإيداع والتدبير، بل وضع جزءا مهما منها في حسابه الخاص ما صعب مأمورية تسوية الملف. ويعول زبناء الموثق على نتائج التحقيق الذي تجريه عناصر أمن البيضاء في الملف، وكذا على الاطلاع على حساب الموثق لمعرفة المبالغ المالية الموجودة به، حتى يتسنى أداء مستحقاتهم، وإن كانت تخوفات تنتابهم بأن يكون المبلغ المالي الذي تسلمه منهم أو تسلمه من أشخاص باعوا لهم بقعا أرضية، والموجود في حسابه الشخصي، غير كاف لسداد مستحقاتهم المالية. وعلمت «الصباح»، من مصادر مطلعة، أن تخوفات المسؤولين الذين وقعوا ضحية تلاعبات الموثق تزداد بسبب عدم وجوده داخل أرض الوطن، إذ كشف تنقيطه، بعد بدء البحث القضائي في الأمر بناء على أوامر من الوكيل العام للملك، أنه غادر أرض الوطن في اتجاه أمريكا، وبينما يتحدث البعض عن سفره للعلاج من مرض مزمن، أكد آخرون أنه فر إلى هناك مخافة اعتقاله بعد أن علم بأمر تفتيش مكتبه. وكشفت مصادر «الصباح» أن التحقيق في الملف جاء بناء على شكايات من ضحايا تؤكد تماطل الموثق في منحهم مستحقات مالية، مضيفة أنه غادر أرض الوطن ما صعب مهمة حل مشاكلهم، ليعرض الملف على الرئيس الأول بمحكمة الاستئناف بالبيضاء الذي أعطى أوامره للمكتب الجهوي للموثقين بالبيضاء بتعيين موثق بدلا عنه لدراسة الملفات بعد أن اختفى عن الأنظار. وقالت المصادر ذاتها إن موثقا عين لدراسة الملفات بمكتب الموثق الموجود خارج أرض الوطن منذ أكتوبر الماضي، قبل أن يقف الأخير على وجود مجموعة من الاختلالات المحاساباتية والمالية التي حالت دون الاستجابة لمتطلبات بعض الزبناء الذين يرغبون في الحصول على مستحقاتهم. ووجه رئيس المجلس الجهوي للموثقين بالبيضاء إشعارا إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف يخبره فيه بوجود هذه الاختلالات المالية، ليأمر الأخير عناصر الفرقة الجنائية الولائية بفتح تحقيق في الموضوع، إذ من المنتظر أن يتم الاطلاع على حسابه البنكي وممتلكاته حتى يتسنى ضمان حقوق ضحاياه. الصديق بوكزول