الفرقة الوطنية تفتش في الصندوق الأسود لـ “ليدك”

اختلاسات وتحويلات وتمويل أعمدة للإنارة بكورنيش البيضاء بـأكثر من مليارين تحقق الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، منذ أيام، في ملفات شركة "ليدك" بالبيضاء، المحالة عليها من وزير العدل والحريات، عن طريق النيابة العامة، بناء على التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات برسم 2010 الذي دقق في أنشطة الشركة الفرنسية خلال الفترة من 2003 إلى 2009، وتحديدا في ما يتعلق بصندوق الأشغال، أو «الصندوق الأسود» الذي تتراوح مداخيله سنويا ما بين 70 مليارا و80، تصرف حصريا في المشاريع الاستثمارية الخاصة بالبنية التحتية وتقوية شبكة الكهرباء والماء والتطهير بالعاصمة الاقتصادية وتعزيزها.وحسب مصادر مقربة من التحقيق، فإن الفرقة الوطنية تبحث في عدد من الوثائق والحسابات حول صرف مبالغ تصل إلى 21 مليون درهم اقتطعت من ميزانية صندوق الأشغال من أجل تزيين أحد الشوارع السياحية بالبيضاء (كورنيش عين الذئاب)، عبر جلب أعمدة للإنارة العمومية تختلف من حيث الشكل عن الأعمدة الأخرى في باقي الشوارع الكبرى، ما تطلب زيادة في الميزانية المبرمجة لهذا المشروع فاقت التوقعات.وتقارن الفرقة الوطنية بين التحمس في تمويل مشروع أعمدة الإنارة العمومية، وبين التراخي في إنجاز عدد من المشاريع الاستثمارية في الفترة نفسها، وذلك بناء على ملاحظات قضاة أحمد الميداوي، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للحسابات، الذين أكدوا أن أداء الشركة لم يكن مطابقا لمقتضيات العقد خلال عشر سنوات الأولى من التفويض، «إذ أن استغلال الملف الخاص بالاستثمارات يثبت أن إنجازات المفوض له في ما يتعلق بالبنية التحتية وأشغال التقوية لا تتجاوز 100 ملايين درهم من أصل 350 مليون درهم مبرمجة، كما سجلوا، من خلال التتبع المادي، أن ما يفوق ثلاثين مشروعا لم يتم إنجازها من بينها مشروع مكافحة التلوث بمبلغ يتجاوز 1010 ملايين درهم، إضافة إلى عشرات المشاريع في طور الإنجاز تعاني التأخير».وحسب المصادر نفسها، فإن التحقيق قد يشمل البحث في عدد من الاتهامات التي وجهها مستشارون في مجلس المدينة إلى الشركة الفرنسية في ما يتعلق باختلاسات في مداخيل صندوق الأشغال، وطالبوا بعقد دورة استثنائية لتقييم عمل لجنة تتبع التدبير المفوض لشركة «ليدك» بحضور مديرها العام.وقال مستشار لـ«الصباح» «إنه لا يعقل أن يمول مجلس المدينة المشاريع عبر صندوق الأشغال، لتأتي «ليدك» لإنجاز طلبات العروض واختيار الشركات وتسيير المشاريع، ومراقبة ذلك عبر آلية التتبع الذي يرأسها موظف تابع للشركة نفسها ويلعب ممثلو الجماعة بها دور الكومبارس».وطرح موضوع صندوق الأشغال، الممول من اقتطاعات من الاشتراكات الجديدة في الماء والكهرباء والتطهير ودعم من الجماعة، في عدة مناسبات، وكان أحد أسباب التشنج بين المكتب المسير لمجلس المدينة وإدارة الشركة، وصلت حد التهديد بسحب هذا الصندوق من "ليدك" وتخصيص شركة محلية للتنمية بمجلس إداري يقوم بمهام تسيير وتدبير مشاريعه وبرامجه، وإخضاعه إلى المحاسبة الدورية وفق القوانين الجاري بها العمل، وانتشاله من منطقة «السواد» التي يوجد بها إلى منطقة الحكامة الجيدة والوضوح.يوسف الساكت

الفرقة الوطنية تفتش في الصندوق الأسود لـ “ليدك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مسؤولون ومنتخبون ضحايا تلاعبات موثق

مشاكل التسنين لا يجب أن تؤرق الآباء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات