قسطرة الرحم… الأمل

تقنية حديثة لعلاج الأورام الليفية تجنب العقم أو صعوبة الإنجاب تصاب بعض النساء بمشكل الإنجاب، خاصة خلال فترة الثلاثينات نتيجة الإصابة بالأورام الليفية، التي في إطارها عرف المغرب إجراء أول عملية قسطرة. وأكد الأطباء أن التقنية اثبتت دراسات أنه بفضلها استطاعت 86 في المائة من النساء الحمل بعد الخضوع إليها. في الورقة التالية يتم تسليط الضوء على خصائص تقنية قسطرة الرحم ونسبة نجاحها وإيجابياتها \ وطريقة إنجازها، وكذلك النصائح التي ينبغي التقيد بها بعد الخضوع إليها ومحاور أخرى. في ما يلي التفاصيل: تأثير ضعيف على فرص الحمل الأطباء ينصحون بتجنب الولادة في فترة الإصابة وتأجيلها إلى ما بعد العلاج يمكن أن يعيق الورم الليفي في الرحم الحمل، أو يتسبب في الإجهاض المتكرر، لذلك وفي حالة الإصابة، ينصح الأطباء بالبدء في علاج الورم الليفي في الرحم أولا، قبل البدء في محاولة إنجاب أخرى. ويقول المتخصصون إن العلاج عن طريق قسطرة الرحم يؤدى لضمور تلك الأورام، وقطع الدماء عنها بما قد يحسن فرص الحمل والإنجاب بعد العلاج، وبدون حدوث آثار جراحية بالرحم، كما يحدث بعد عملية استئصال الورم الليفي، أو أي التصاقات بالبطن قد تؤدى إلى تقلص فرص الإنجاب. وبعد سنوات من بدء ونجاح علاج الأورام الليفية بالقسطرة، تأكد في الوقت الحالي حدوث الحمل والولادة بنجاح كبير بعد قسطرة الرحم، والتي تعتبر الحل الأمثل وبالأخص في النساء صغيرات السن، اللائي يفضلن تجنب الجراحة ومشاكلها والاحتفاظ بالرحم والإبقاء على فرص الإنجاب في المستقبل. وبالنسبة إلى الولادة، فمن المؤكد أن القسطرة لا تمنعها بعد العلاج، إذ أثبتت الدراسات الدولية الحديثة هذا المعطى. هناك من يتساءل حول تأثير قسطرة الرحم على مخزون المبيض أو المبايض، ويجيب المتخصصون بأن القاعدة العامة أن القسطرة لا تؤثر على المبايض أو مخزون المبايض، حتى سن الأربعين طبقا لآخر الدراسات الدولية في هذا الموضوع. وقد يحدث تأثير بنسبة ضئيلة بعد سن الأربعين، ويمكن أن تزيد النسبة بعد الوصول إلى سن 45، والاقتراب من سن اليأس. ويجب التأكيد على أن القسطرة تعالج الأورام الليفية فقط، أما إذا كانت هناك أي مشاكل أخرى تعيق الحمل، فيجب علاجها طبقا لنوع المشكلة. وفي بعض الحالات قد تحدث زيادة في فرصة الولادة القيصرية أو وجود المشيمة في مكان سفلي إثناء الحمل. لابد من التأكيد أنه في حال حدوث حمل وتم اكتشاف ورم ليفي بالرحم يؤجل العلاج تماما إلى ما بعد الولادة. وتمتاز قسطرة الرحم بأنها تقنية فعالة في علاج الأورام الليفية بالرحم، وتقدم فرصة للنساء الراغبات في الحمل والإنجاب، بتجنب اللجوء إلى الجراحة وما قد تتركه من آثار قد تؤثر على الخصوبة والقدرة على الحمل في المستقبل. ورغم ندرتها، يمكن أن تشمل الأضرار المحتملة لقسطرة الرحم، تأثير طفيف على المبايض، فوفقا للدراسات، لا تؤثر القسطرة بشكل عام على المبايض أو مخزون المبايض حتى سن الأربعين، مع وجود تأثير بنسبة ضئيلة جدا، بعد هذا العمر. عصام الناصيري لمعلوماتك < التصوير إن التصوير بالموجات فوق الصوتية اختبار يستخدم لالتقاط صور للرحم، والتأكد من إصابتها بالأورام الليفية ورسم خريطة لها وقياسها. < حرارة قد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة بعد قسطرة الرحم لعلاج الأورام الليفية في الرحم، ولكنه ارتفاع مؤقت لمدة 3 أو 4 أيام ويختفي بعدها. < دورة بعد قسطرة الرحم قد تتوقف الدورة الشهرية بصورة مؤقتة عند بعض النساء، خاصة فوق سن 40 سنة ونسبة حدوث ذلك تتراوح بين 1 و7 في المائة، وتزداد النسبة كلما كان الاقتراب من سن انقطاع الدورة الشهرية. الأورام الليفية في الرحم هي أورام غير سرطانية ولا يمكن أن تتحول مع مرور الوقت إلى ذلك. ويعاني 25 في المائة من النساء هذه الأورام في سن الإنجاب، وتظهر بشكل عام في سن الثلاثين. ما هي أعراض المرض؟ > في غالب الأحيان يكون المرض بدون أعراض. وقد تختلف الأعراض أيضا حسب عدد الأورام وموقعها داخل الرحم وحجمها، باعتبار أن بعض النساء يظهر لديهن ورم ليفي واحد، قد لا يؤثر عليهن ولا يسبب لهن أي مشكل، فيما حالات أخرى تكون لدى المرأة مجموعة كبيرة من الأورام ما يسبب أعراضا مختلفة. أين تظهر هذه الأورام؟ > هناك أورام جدارية تظهر داخل الجدار العضلي للرحم وأخرى تعتبر جوفية تنمو داخل تجويف الرحم، بالإضافة إلى أورام تسمى تحت المصلية تنمو في الجزء الخارجي للرحم. ما هي أسباب الإصابة بالأورام الليفية؟ > ليست هناك أسباب واضحة لظهور الأورام الليفية، فسبب الإصابة مازال غير محدد، لكن المهم أن هذه الأورام تترتب عنها مجموعة من المضاعفات. ما هي مضاعفات المرض؟ > تتجلى مضاعفات الأورام الليفية في الشعور بألم في الحوض أو البطن، بالإضافة إلى الإصابة بنزيف تشتد حدته خلال فترة الحيض التي قد تستمر إلى 15 يوما، ما قد يترتب عنه فقر الدم. كما أن الأورام الليفية تؤثر على الحمل، ومن المحتمل أن تسبب بعض الأورام، خاصة الجوفية، العقم أو عدم اكتمال الحمل. ومن المضاعفات أيضا زيادة خطر الإصابة ببعض مضاعفات الحمل، منها انفصال المشيمة وتأخر نمو الجنين، إلى جانب الولادة المبكرة أي قبل الأسبوع 37 من الحمل. ماذا عن العلاج؟ > يكون العلاج في المرحلة الأولى بالاعتماد على الأدوية، لكن غالبا ما تكون فعاليتها محدودة، فتكون المريضة أمام علاج يعتمد على استئصال الأورام الليفية عن طريق الجراحة التقليدية أو الجراحة بالمنظار ، سواء عبر البطن أو المسالك التناسلية، لكن اليوم هناك تقنية حديثة تعفي من مضاعفات الجراحة "التقليدية" والتي يمكن أن تصل إلى استئصال الرحم بشكل كامل ومشاكل أخرى. أشرفت على عملية جراحية بتقنية القسطرة لعلاج الأورام الليفية، فما هي تفاصيلها؟ > ابتكرت قسطرة الرحم قبل حوالي عشر سنوات، وتجرى في أوربا وأمريكا، وهي تقنية حديثة، يتم خلالها إدخال إبرة في شريان الفخذ وعبرها يتم إدخال أنبوب طبي رقيق، لا يتجاوز قطره 0.5 مليمتر، إلى أن يصل إلى الشرايين المغذية للأورام الليفية للرحم، وبعدها تحقن مادة تحتوي على حبيبات مجهرية مثل حبات الرمل، لإغلاق الشرايين ما يمنع الدم من الوصول إلى الرحم، وبالتالي ضمور الأورام واندثارها. ماذا يميز هذه التقنية الحديثة؟ > أثبتت العديد من الدراسات نجاح هذه التقنية لعلاج الأورام الليفية للرحم، كما أنه اعتمادا على تقنية قسطرة الرحم، نتخلص، في آن واحد، من جميع الأورام الليفية كيفما كان حجمها أو عددها أو موقعها. ومن مميزات هذه التقنية أيضا أن دراسات أثبتت أن 86 في المائة من النساء اللواتي عالجن الأورام الليفية اعتمادا على قسطرة الرحم، حصل لديهن الحمل واستمر بشكل طبيعي. أما النساء اللواتي عالجن الأورام الليفية اعتمادا على الجراحة، ف10 في المائة منهن فقط نجحن في الحمل واستمر، وبالتالي ننصح بالاعتماد على قسطرة الرحم للتخلص من أورامه الليفية، واعتبارها الخيار الأول، سيما أنها تحافظ على خصوبة المرأة. ولابد من الإشارة إلى قرار علاج الأورام الليفية بالرحم اعتمادا على القسطرة، يكون مشتركا، فقد ضم الفريق الطبي الذي أجرى العملية بمراكش لامرأة في الخمسينات من عمرها، اختصاصية في أمراض النساء والتوليد واختصاصيا في طب الأورام الاشعاعي والأشعة التداخلية، وأيضا اختصاصيا في الإنعاش والتخدير، بالإضافة إلى اختصاصي في جراحة الكلي والمسالك البولية والتناسلية، علما أن العملية أجريت في مدة لم تتجاوز 30 دقيقة، وبعد أقل من ساعة توقف النزيف الذي كانت تعانيه المريضة. أجرت الحوار: إيمان رضيف - من مواليد مراكش - بروفيسور اختصاصي في أمراض جراحة الكلي والمسالك البولية والضعف الجنسي - رئيس مركز الضعف الجنسي وأمراض الذكورة بمصحة بمراكش - رئيس مؤسسة الكتاب للعلوم والأدب والفنون

قسطرة الرحم… الأمل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انهيار منزل عتيق بالصويرة

سيدي إسماعيل... التنمية المفقودة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات