نقاد وأكاديميون يحتفون بصاحب «هوت ماروك» بكلية الآداب بالقنيطرة قال الروائي والشاعر ياسين عدنان إن التحولات التي يشهدها المغرب، ضمن المتغيرات الكونية، قد ألقت بظلالها على المبدع المغربي، مما يطرح تحديات جديدة، تدعو إلى إعادة النظر في تيمات وطرائق الكتابة، باستحضار الواقع الافتراضي الذي سهل استيراد الكتب وتداولها بين القراء، علاوة على مشاركة الآراء حولها، في عملية تفاعلية، تفرضها الثورة الرقمية المتجددة. وأبدى الكاتب ياسين عدنان، الذي حل أخيرا ضمن ملتقى "ربيع الرواية"، الذي ينظمه كل من ماستر مكونات الأدب العربي في المغرب الحديث والمعاصر: التاريخ والخطاب، وإجازة التميز في السينما والكتابة الإبداعية، بكلية اللغات والآداب والعلوم ابن طفيل، رضاه عما حققته رواية "هوت ماروك" عموما، من خلال الدراسات النقدية، والرسائل الجامعية التي تناولتها بالنقد والتحليل. وفي سياق حديثه عن أعماله الأدبية، أوضح الأستاذ ياسين عدنان أنه لا يضع مسألة غزارة النشر ضمن أولوياته، سيما في ظل راهن الصناعة الثقافية في المغرب، وما تطرحه من تحديات، سواء على مستوى الكتابة أو النشر. من جانبه تحدث الدكتور هشام الموساوي، عن الجوائز الأدبية، باعتبارها سيفا ذا حدّين، إذ أوضح أنه إلى جانب الدور الذي تلعبه الجائزة في تحفيز المبدع، فإنها يمكن أن تتسبب في الإشاحة عن أسماء أو أعمال أدبية لا تقل جودة وأهمية. وتوقف الناقد ورئيس شعبة مسلك السينما والكتابة الإبداعية بكلية الآداب واللغات بالقنيطرة، عند مكامن الجمال في رواية "هوت ماروك" لياسين عدنان، راصدا التيمات الأساس في هذا العمل، عبر شخصية رحال العوينة، التي تعكس ملامح فلسفة نيتشه، من خلال الأفكار والتساؤلات التي تعلق في ذهن القارئ، وهو يتتبع مجريات أحداث الرواية، سيما ما يتعلق منها بنسبية الأخلاق والقيم والمثل العليا. كما عرّج الدكتور الموساوي على ملمح آخر، يتعلق بالتعددية اللغوية، ممثلا لذلك بنماذج مقارنة ضمن المنجز السردي المغربي، ليخلص إلى أن كاتب "هوت ماروك"، قد نجح في استخدام هذه التقنية، دون أن تترك انطباعا، لدى القارئ، على أنها مقحمة أو مفتعلة. وفي ما يخص التناص، فقد أوضح المتدخل أن ياسين عدنان قد أحسن استعماله وتطويعه، ليكون عاملا استيتيقيا، أضفى جمالية على النص الروائي، دون أن يسيء إلى سمته الكرنفالية. وضمن اللقاء نفسه تولت الدكتورة ربيعة بنويس، تقديم سيرة مفصلة لضيف الندوة المبدع ياسين عدنان، تضمنت نبذة عن حياته منذ ميلاده بمدينة آسفي، مرورا بمساره الدراسي بمدينة مراكش، إضافة إلى جرد بيبليوغرافي لأهم أعماله من دواوين ومجاميع قصصية وروايات. كما أشارت إلى تنوع انشغالاته بين الكتابة الإبداعية، والعمل الجمعوي، والإعلام الثقافي. أما الدكتورة آمال بنيونس فقد أشارت إلى سمة أخرى، تكاد لا تخلو نصوص ياسين عدنان الشعرية والسردية منها، وهي التصوير المشهدي، الذي يتقاطع مع فنون بصرية كالمسرح والسينما، وهذا ما تؤكده الأعمال المسرحية التي اقتبست من دواوينه الشعرية مثل مسرحية "كفر ناعوم"، التي أدت بطولتها الفنانة المغربية لطيفة أحرار. عزيز المجدوب