ساهم إدراج شركات جديدة خلال الأشهر الماضية في تعزيز أنشطة بورصة الدار البيضاء، إذ أكد كريم حجي، مدير عام البورصة، أن سوق القيم قطعت مع نضوب عمليات إدراج الشركات في البورصة، متوقعا إدراج مقاولتين في البورصة خلال الفصل الأول من السنة الجديدة. وأشاد حجي بالقرار الذي اتخذه فرع مجموعة النخيل للتنمية، القاضي بالالتحاق ببورصة الدار البيضاء عن طريق الرفع من الرأسمال الاجتماعي بما قيمته 1.3 مليار درهم، معبرا عن تفاؤله إزاء إدراج المزيد من الشركات بالبورصة على مدى الأشهر المقبلة. وأوضح مدير عام بورصة الدار البيضاء، أن «السوق المالية تعتبر محركا لتمويل الاقتصاد، وخدمة مجموع المقاولات بالبلاد»، فيما اعتبر عثمان بنعسيلة، محلل «مصرف المغرب كابيتال»، أن إدراج شركات جديدة في بورصة قيم الدار البيضاء سينعش السوق المغربية بأسهم مالية جديدة، مؤكدا أن انتعاش البورصة رهين بإصلاح السوق المالية بشكل ملموس، واعتماد تدابير كفيلة بتحديث الإطار التشريعي للسوق. وفي نونبر الماضي، أعلنت شركة «طوطال» المغرب نيتها إدراج 15 % من رأسمالها في بورصة الدار البيضاء قبل متم النصف الأول من السنة الجارية، وهي عملية تطمح من خلالها الشركة إلى تعزيز موقعها على المدى البعيد، ومواكبة تطور نمو السوق المغربية، كما يرتقب مستقبلا إدراج الفاعل المينائي «مرسى ماروك»، إذ أن وزارة الاقتصاد والمالية أطلقت طلب عروض بهدف إجراء تقييم ببورصة الدار البيضاء، لحصة قليلة من رأسمال الشركة المملوكة للدولة بنسبة 100 %. ويمكن ولوج البورصة المقاولات من الاستفادة من التمويل دون اللجوء إلى الاقتراض، مع التقليل من التكاليف المالية. ونتيجة عملية إدراج واحدة في السنة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، تمكنت بورصة الدار البيضاء بالكاد من تزويد السوق المالية بأسهم جديدة، وقد رافق هذا الوضع ارتفاع في عدد عمليات شطب المقاولات من البورصة، بلغت ذروتها في 2010، إذ تم شطب 4 شركات، مقابل إدراج شركتين فقط. يشار إلى أنه منذ 1993، انتعشت عمليات إدراج الأسهم في بورصة الدار البيضاء من خلال الخوصصة، إذ ساهمت هذه العمليات في بث دينامية في سوق البورصة من خلال إدراج شركات جديدة وإثارة اهتمام العموم بالبورصة، ما جعل السوق المالية تأخذ منحى تصاعديا إلى غاية 1998، غير أنه نتيجة أربع سنوات من الركود (1999-2002)، عاشت بورصة القيم مرحلة تراجع على مستوى عمليات الإدراج، تحديدا خلال الفترة بين 2000 و2003. وعقب انتعاش سوق البورصة (2003-2007)، استأنفت عمليات إدراج الأسهم في 2004 و2005، قبل أن تزداد وتيرتها مجددا في 2006 و2007. ب . ع