زيادات صاروخية في الأثمنة تحرم محدودي الدخل من فرحة العيد تحولت فكرة السفر للاحتفاء بعيد الفطر رفقة العائلة والأحباب إلى عملية إحباط عمت نفسية المسافرين، بعد أن وجد العشرات من الأشخاص أنفسهم وسط نفق مظلم يرتبط بارتفاع أسعار تذاكر السفر، ما أدى إلى ارتباك مئات أو آلاف المسافرين الذين وجدوا صعوبة بالغة في العودة إلى مدن وأماكن إقامتهم أو للسفر إلى مدنهم الأصلية للاحتفاء بمناسبة عيد الفطر رفقة العائلة والأحباب. ومن الأمور التي تكشف معاناة الراغبين في السفر، قضاء عدد من المسافرين ساعات في التجول بين شبابيك التذاكر وكذا بين وكالات حافلات المسافرين، بحثا عن ثمن مناسب يمكنهم من السفر إلى وجهتهم، نتيجة استغلال تجار الأزمة مشاكل النقل وكثرة الطلب وقلة العرض، من أجل تحقيق الربح السريع ولو على حساب معاناة مواطنين لا حول لهم ولا قوة. وفي الوقت الذي كان سكان البيضاء والعاملون بها ينتظرون برنامجا منظما لرحلات حافلات نقل المسافرين لضمان أثمنة معقولة، تفاجأ الراغبون في السفر بارتفاع ثمن التذاكر، إثر استغلال مناسبة عيد الفطر ورمزيته عند المغاربة لفرض زيادات صاروخية ومضاعفة محنة المسافرين، واستغلال "الكورتية" وأرباب حافلات الوضع لفرض شروطهم المجحفة، سواء بالرفع من التسعيرة، أو فرض وجهات محددة. وشهدت أسعار التذاكر بالبيضاء زيادات ملحوظة مقارنة مع الأيام العادية، إذ انتقل بيع تذكرة الخط الرابط بين البيضاء وتزنيت إلى 160 درهما بعدما كانت لا تتجاوز 120 درهما في الأيام العادية، والخط بين البيضاء وطانطان صار محددا في تذكرة 230 درهما بعدما كان محددا في 170 درهما في باقي الأيام، أما الخط الرابط بين العاصمة الاقتصادية وأكادير فقد بلغت تذكرته 135 درهما بعدما كانت منحصرة في 100 درهم، أما من يرغب في السفر من البيضاء إلى مراكش فما عليه سوى أداء تذكرة 100 درهم بعدما لم تكن تتجاوز 60 درهما و70، حسب الشركة وتفاوض الزبون مع "الكورتي". ولم يقتصر الارتفاع على الحافلات التي تعمل وفق نظام عشوائي باستعمال السماسرة "الكورتية"، بل انتقلت عدوى الزيادات إلى صفوف بعض الشركات الكبرى التي قررت هي الأخرى تطبيق مثل "دير كي دار جارك ولا حول باب دارك"، بفرض زيادات صاروخية في أثمنة تذاكر السفر، بنسبة متفاوتة حسب كل شركة وكذا حسب قدرة الزبون على التفاوض. وعبر عدد من المسافرين عن سخطهم البالغ على ارتفاع أسعار التذاكر مقابل ضعف خدمات النقل، معتبرين فوضى الأسعار تسائل وزارة النقل والجهات المسؤولة المكلفة بمراقبة هذا النوع من التجاوزات غير المقبولة. وعاينت "الصباح"، مشاهد مؤلمة تتمثل في ركض المواطنين وراء الحافلات المرابطة بالمحطات العشوائية ، خاصة النساء المصحوبات بأطفالهن، والقبول بتكديسهم في أماكن مزدحمة دون السؤال عن معايير السلامة من أجل عدم تضييع فرصة السفر، بينما آخرون اضطروا إلى أداء تسعيرات مضاعفة تفاديا لحرمانهم من فرحة العيد رفقة العائلة، سيما أن المناسبة ذات رمزية خاصة قوامها الأساسي "اللمة المغربية". محمد بها