مطالب بالتحقيق في انهيارات قسم الإنعاش وغرفة العمليات والمفتشية العامة خارج التغطية اختارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من خلال المفتشية العامة، مواجهة "فضيحة" انهيارات قسم الإنعاش وغرفة العمليات الجراحية بالمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، التي وقعت الأسبوع الماضي، بالصمت، بدل إيفاد لجنة تحقيق، وترتيب الجزاءات القانونية، لأن ما حدث وصلت أصداؤه خارج أرض الوطن. ورغم مرور أكثر من أسبوع على "الفضيحة"، التي لم تخلف خسائر بشرية، لحسن الحظ، فإن الوزارة الوصية، وسلطات عمالة سيدي قاسم لم تتحرك، ولم تتم إحالة الملف على القضاء لفتح تحقيق قضائي، ومعرفة الجهات المسؤولة. وانتشرت صور وفيديوهات، على وسائل التواصل الاجتماعي، تبرز خطورة حجم الانهيارات والشقوق التي أصابت بناية القسمين المذكورين داخل المستشفى وسط دعوات بمحاسبة المسؤولين عن الواقعة. وارتفعت مطالب السكان، ومعهم برلماني سابق من حزب الاستقلال، مطالبين بفتح تحقيق من قبل النيابة العامة في ما وقع، سيما أن قسمي الإنعاش وغرفة العمليات شهدا إصلاحات لأكثر من مناسبة، وصرفت عليهما الملايين، وكانت النتيجة الانهيارات التي تدين مسؤولي وزارة الصحة في عهد المندوب السابق، ومعهم المقاولة التي حازت الصفقة. وأفادت مصادر مطلعة "الصباح" أن آخر صفقة كانت تهم عملية إصلاح قسم الإنعاش وغرفة العمليات، لم تمر عليها أكثر من ثلاث سنوات، ما يستدعي فتح تحقيق قضائي في الموضوع، اليوم قبل الغد، لأن الأمر يتعلق بحياة الناس وبصون المال العام. ولم تستبعد المصادر نفسها أن تحال شكاية في الموضوع أمام أنظار الوكيل العام لدى استئنافية الرباط من أجل الوقوف عند حيثيات الفاجعة التي كادت تودي بحياة عشرات المواطنين في المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، الذي يعرف خروقات متنوعة. وأظهرت الصور والمقاطع التي تناقلتها وسائل إعلام أجنبية ووطنية، المستشفى المذكور، في حالة خراب، وكأنه قصف بمدفعية ثقيلة، ورغم ذلك، فإن الوزير مازال خارج التغطية. وبات المستشفى الإقليمي يشكل خطرا على المواطنين، بدل أن يكون مكانا للعلاج والتداوي، جراء حالته الكارثية بسبب الانهيارات التي وقعت داخل مرافقه، الناتجة عن الغش في البناء الذي تولت مأموريته مقاولة معروفة. وبدل أن يتحمل مندوب الصحة الحالي مسؤوليته، ويدعو الوزارة إلى إحالة ملف الفضيحة على التحقيق القضائي، قال في خروج إعلامي غير موفق، إن "وزارة الصحة أحيطت علما بوضعية المستشفى الإقليمي"، متناسيا، أن الفضيحة وصلت إلى مناطق متفرقة من العالم. ومن بين التفسيرات التي قدمها المندوب بخصوص فضيحة الانهيارات، قال "لم أستبعد أن يكون زلزال الحوز ساهم في ما حدث، لأن الأرض تحركت من تحت". وقدم المندوب هذا التفسير، وهو في كامل قواه العقلية، ويدرك أن الزلزال مرت عليه شهور عديدة، وأن الانهيارات لم تحدث سوى الأسبوع الماضي. عبد الله الكوزي