«بيجيدي» يعيش على إيقاع تصدع تنظيمي داخلي واستقالات بالجملة يختبر العدالة والتنمية، المتراجع انتخابيا بشكل مخيف، في استحقاقات 2021، قدرته الانتخابية، بعد رحيل سعد الدين العثماني، وعودة بنكيران إلى الأمانة العامة، من خلال مشاركته في الانتخابات التشريعية الجزئية التي تجري نهاية الشهر المقبل في دائرة فاس الجنوبية. جاء تأكيد ذلك، خلال توقف الأمانة العامة، هيأة للتزكية، برئاسة الأمين العام عبد الاله بنكيران للبت في المشاركة والترشيح برسم الانتخابات النيابية الجزئية التي ستنظم في الثالث والعشرين من الشهر المقبل بالدائرة الانتخابية فاس الجنوبية. وبعد الاستماع إلى تقرير حول الاجتماع الذي عقده، بهذا الخصوص، وفد من الأمانة العامة، بحضور الكاتب الجهوي والكتابة الإقليمية والكتاب المحليين بفاس واستحضارا لخلاصات هذا الاجتماع وبعد المناقشة والتداول، قررت الأمانة العامة، المشاركة في الانتخابات النيابية الجزئية بدائرة فاس الجنوبية، وتزكية محمد خي، مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات نفسها. ويستعد الحزب نفسه، إلى تقديم مرشحين عنه لخوض الاستحقاقات المقبلة، الخاصة بمنافسات الانتخابات الجزئية التي من المنتظر الإعلان عنها بالعديد من الدوائر التشريعية، نظير دائرة بوزنيقة، لشغل منصب سعيد الزايدي، والدائرة الانتخابية لسيدي سليمان سيدي يحيى الغرب، لشغل مقعد ياسين الراضي. وتلافت قيادة العدالة والتنمية الإحراج في الانتخابات الجزئية التي جرت في دوائر سيدي قاسم وأسفي، ولم ترشح فيها، خوفا من تلقي هزيمة قاسية. وقبل عودة بنكيران إلى الأمانة العامة، شهد حزب العدالة والتنمية حالة من الخلافات والانقسامات الداخلية المتعددة، أدت إلى تقديم استقالات جماعية لأعضاء ناشطين في الحزب، وما تبعها من استقالة لكوادر قيادية على خلفية التناقضات بين تلك القيادات وبين سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق، العائد إلى عيادته الطبية، حول ملفي التطبيع مع إسرائيل ومشروعية القنب الهندي، وقد تمثل وقتئذ في استقالة المصطفى الرميد، الذي يعتبر الرجل الثاني في الحزب وأحد مؤسسيه عام 1992، كما أنه أحد قيادات الصف الأول في حركة التوحيد والإصلاح. وشهد الحزب سلسلة استقالات غير مسبوقة، ضمت كذلك القيادية السابقة في الحزب اعتماد الزاهيدي، وتوجهها إلى التجمع الوطني للأحرار، الخصم السياسي للعدالة والتنمية، وتقديم عمدة البيضاء السابق، عبد العزيز العمري، استقالته من الأمانة العامة للحزب، وتجميد آخرين لعضويتهم، كما هو الحال بالنسبة إلى المقرئ أبو زيد. ومن المفاجآت داخل العدالة والتنمية، بعد رجوع بنكيران إلى الأمانة العامة، هي عودة بعض الغاضبين، أبرزهم إدريس الأزمي، المرشح لخلافة أستاذه على رأس الأمانة العامة، فيما غادرت أسماء بارزة الحزب إلى أرض الله الواسعة، أبرزهم عزيز رباح، الذي أسس جمعية مدنية، في انتظار تأسيس حزب سياسي قد يعرف النور قبل استحقاقات 2026. عبد الله الكوزي