أخرجت السلطات بجماعة البيضاء آلياتها المتحركة لشذب أشجار الشوارع الكبرى وتزيين مدخل العاصمة الاقتصادية، إذ شوهدت حركة غير مسبوقة بشارع عبد الكريم الخطابي منذ الساعات الأولى، من صباح أمس (الخميس)، لاقتلاع زوائد النباتات والأشجار، التي أهملت منذ مدة إلى درجة أن بعضها أصبح يضايق الطريق أو يغطي أضواء الإشارة. الأمر نفسه تكرر بشوارع أخرى، فكل المسؤولين يهرولون في كل اتجاه، لإصلاح ما يمكن إصلاحه وترميم عيوب أو إغلاق حفر، بينما عناصر الأمن كعادتها تموضعت في مختلف المدارات والأماكن ذات الرواج المرتفع، لفك العرقلة وتليين المرور. الأخبار التي تتردد على كل لسان، هي أن هذه الحركية غير المسبوقة هي من تباشير زيارة ملكية للعاصمة الاقتصادية، إذ وحدها إطلالات الملك على المدينة المليونية تزيد من دينامية المسؤولين وتدفع رؤساء الجماعة والمقاطعات إلى القيام بجولات والاهتمام بالأحياء والشوارع، التي أعيت مشاكلها المواطنين وظلوا إلى عهد قريب يشتكون دون جدوى، قبل أن تنال نصيبها من سرعة الأشغال لهذه المناسبة. البيضاويون ألفوا هذه المشاهد، بل أصبحوا يقرؤون حركات وتحركات المسؤولين ويعلمون مسبقا أسبابها، إذ يميزون بين تلك العادية التي تهم بعض المناسبات، وتلك التي تكون متميزة وتعلن عن زيارة ملكية مرتقبة. فالزيارات الملكية لم يعد دورها ينحصر فقط على تدشين مشاريع ومؤسسات أو إعطاء انطلاقتها وغير ذلك من المنجزات التي يحرص عليها جلالته في مختلف المدن، بل تحولت إلى مناسبة لإيقاظ المسؤولين ودفعهم إلى التحرك للقيام بواجبهم على أكمل وجه، ففرحة المواطن تكون مزدوجة، إذ تغبطه إطلالة الملك، ويسر في الآن نفسه بما أنجز من أشغال تزفيت وإغلاق ثقوب وحفر ظلت مطالب التدخل لتسويتها في قمطرات المسؤولين إلى أن حان موعد الزيارة، التي يتمنى المواطنون أن تطول بالعاصمة الاقتصادية. زيارة الملك إلى جانب أدوارها الرسمية، فهي تزيد من الحزم والصرامة في تسريع أشغال الأوراش الكبيرة وتزيين الشوارع والأحياء، وتفضح المتقاعسين والمقصرين، إذ في مناسبات سابقة شكلت غضبات ملكية زلزالا قوم العديد من الاختلالات. المصطفى صفر