قادة «الميزان» ينتظرون تعديلا يجيب عن الأوراش الكبرى ومراجعة البرنامج يدافع الكثير من قادة حزب الاستقلال على خيار إحداث رجة كبيرة داخل الحكومة، من خلال إجراء تعديل حكومي، ليس فقط على مستوى طرد بعض الأسماء الوزارية، التي فشلت في القطاعات التي أسندت إليها، ولكن أيضا على مستوى إعادة النظر في الهيكلة الحكومية. وكثيرون يربطون عقد مؤتمر حزب "الميزان" بتعديل حكومي مرتقب، والتساؤل هل بلادنا في حاجة إلى تعديل جزئي أم تعديل شامل، وهل ينطبق الأمر نفسه على أعضاء الحكومة باسم حزب الاستقلال ممن يرى البعض أن أغلبيتهم لا علاقة لها بالحزب؟ جوابا عن هذه الاستفهامات، قال عادل بنحمزة، القيادي الاستقلالي، والناطق الرسمي للحزب في عهد حميد شباط، في حوار مع "الصباح"، ينشر لاحقا، "بلا شك، الحكومة بحاجة إلى نفس جديد عند منتصف الولاية، وهذا الأمر سار عرفا في بلادنا، وأيضا هناك الكثير من المستجدات المرتبطة بالسلطة التنفيذية، التي تحتاج ليس فقط إلى تعديل يركز على الأسماء والقطاعات، بل الأمر يحتاج إلى مراجعة الهندسة الحكومية ككل، وما يتبع ذلك من مراجعة للبرنامج الحكومي". وقال المصدر نفسه، إن تنظيم المغرب لكأسي إفريقيا والعالم وما يفرضه ذلك من أوراش كبرى في مجالات مختلفة وأساسا البنية التحتية، تضاف إلى ذلك المبادرة الدولية الموجهة، من قبل جلالة الملك محمد السادس إلى دول الساحل والصحراء للولوج إلى المحيط الأطلسي عبر استخدام البنية التحتية التصديرية المغربية، خاصة عبر الميناء الأطلسي بالداخلة، ثم تداعيات زلزال الأطلس الكبير وجهود إعادة الإعمار، كل هذه المتغيرات وغيرها تفرض ضرورة إعادة النظر في هيكلة وتركيبة الحكومة بالشكل الذي يحدث فارقا على مستوى الحكامة، وعلى مستوى النتائج، وبما يمكن بلادنا من احترام التزاماتها الدولية في ظل تحولات جيوإستراتيجية عميقة ومعقدة. وهذا الأمر يهم الحكومة برمتها. وتعليقا على ما يحدث من "أحداث" داخل الحزب قبل حلول موعد مؤتمره الثامن عشر، خصوصا صفع قيادي لبرلماني قال بنحمزة، "الأمر كان عبارة عن حادثة معزولة وذات طابع شخصي، مع الأسف وسائل الإعلام تركت حدثا كبيرا في حزب كبير انتصر على خلافاته بشكل مثالي، وركزت على حادثة جانبية واستثنائية، الأمر في الحقيقة أصبح عاديا لأن الغالبية العظمى من وسائل الإعلام تطارد "اللايكات" والمشاهدات و"البوز"، وهو أمر مفهوم، لكن ما هو غير مفهوم هو أن يتم التركيز كليا على ذلك واختزال أشغال المجلس الوطني، لحظة وصل إليها الحزب بجهد كبير قدم فيه الجميع تنازلات، جنبت حزبا وطنيا كبيرا الدخول في متاهات لا يعرف أحد كيف يمكن أن تكون نهايتها، علما أن الحزب ليس مجتمعا للملائكة ولم يسبق له أن ادعى ذلك، لذلك عندما تصدر سلوكات مرفوضة وتشكل حالة خاصة واستثنائية حتى في سلوكات أفراد كما عرفتهم شخصيا على مدى سنوات، لا يمكن ومن غير المنصف أن نقوم بتعميمها على الحزب ككل، أو اتخاذها ذريعة للهجوم على الحزب والمنتسبين إليه، بما يحمله التعميم عادة من إساءة لجميع الاستقلاليات والاستقلاليين. وقال المصدر نفسه، بخصوص الحديث عن الصراعات بين الاستقلاليين، "فإنني أفضل عبارة التنافس على المواقع التنظيمية والسياسية، علما أن ذلك لا ينفي في حالات معدودة أن يتجاوز التنافس بعض الحدود، لكن الدينامية التنظيمية والسياسية للحزب قادرة بصورة طبيعية على القيام بعملية الفرز الضرورية، هذا درس التاريخ الخاص للحزب". عبد الله الكوزي