طرق قروية غمرتها الرواسب بشكل عزل سكانا والتساقطات فضحت هشاشة البنيات التحتية فضحت أمطار تهاطلت بكميات متفاوتة، هشاشة البنية التحتية بمدن جهة فاس وقراها. وتسببت في خسائر مختلفة وحوادث سير نتيجة انقلاب عربات بأماكن متفرقة بسبب سوء أحوال طرق، أصيبت في إحداها، أول أمس (الأحد) نساء تعليم بإعدادية ابن المقفع بجروح متفاوتة، بعد انقلاب سيارة إحداهن قرب دوار الكراشحة بكلدمان، في طريقهن إلى تازة. وغمرت رواسب ومنسوب مياه الأمطار المرتفع، شوارع وعرقلت سير العربات والأشخاص فيها وبنسبة أكبر في طريق صفرو بفاس سيما بمكان قرب مقهى عامت فيه السيارات وسط الماء الذي غمر حتى الرصيف بسبب اختناق قنوات صرفها، في مشهد وثقته كاميرات هواتف متجمهرين وأثار استياء مواطنين تساءلوا عن دور الجماعة و"راديف" في ما وقع. وعرفت شوارع أخرى بفاس حالات مماثلة ولو بتفاوت بما فيها أهم شوارع المدينة الجديدة غمرت بعضها المياه بنسب مختلفة لحد تعذر على راجلين عبورها، سيما شوارع الحسن الثاني وعلال بن عبد الله والجيش الملكي لاختناق القنوات أو صعوبة تصريفها لمنسوب الماء، وأخرى بأحياء هامشية في مختلف المقاطعات خاصة بجنان الورد والمرينيين وسايس وزواغة. صور مشابهة تكرر تداولها بمدن أخرى خاصة بتاونات وصفرو وتازة في ظل ارتفاع موجة غضب من تقاعس المسؤولين في القيام بواجبهم في تنقية قنوات تصريف مياه الأمطار بشكل يعفي شوارعها من فيضانات حولت بعضها "أنهارا" متدفقة تهدد سلامة عابريها المهددين أيضا بفعل الرياح القوية التي عرفتها وتسببها في تساقط أغصان أشجار وأعمدة. وتساءل الحقوقي حميد أوشن، في تدوينة تفاعلية مع "فيضانات" مكان عند ملتقى شارع تازكا وإفران بتاهلة عن "إلى متى سيبقى المواطن رقما انتخابيا ويؤدي ضريبة الصرف الصحي مجانا دون الاستفادة من الخدمات الجيدة"، داعيا إلى "كفى استهتارا بمصلحة المواطن" بعدما فضحت الأمطار و"كشفت وفضحت المسكوت عنه والمستور". فيضان هذا الشارع سببه غياب قناة من الحجم الكبير لتصريف المياه العادمة، كما كل شوارع المدن التي غرقت في مياهها وجعلت قاطعها يمارس رياضة القفز على الماء في ليلة ظلماء بنفس حلكة انتظاراته من تحسين مختلف البنيات لاستقبال مثل هذه التساقطات المطرية التي عزلت سكانا بمناطق قروية بعيدة بعد انقطاع طرقها ومسالكها المتربة. ووجد سكان بمناطق قروية متفرقة بتاونات وتازة وبولمان وصفرو، صعوبة في الوصول إلى وجهاتهم، نهاية الأسبوع، تزامنا مع التساقطات المطرية، لقضاء أغراضهم الشخصية والتسوق قبل ساعات من حلول رمضان، بسبب انقطاع الطرق وعجز وسائل النقل غير المنظم، عن الوصول إليها بعدما جرفت الرواسب جنباتها وأغرقتها في الأوحال. حميد الأبيض (فاس)