الحبس لشقيقين أبكمين

أدانتهما استئنافية الجديدة رفقة والدهما وأخ ثالث بـ 26 سنة سجنا في جريمة قتل شقيقهم خرج موظف قبل حضور هيأة الحكم يحمل ملفات بنفسجية اللون، وضعها على منصة الهيأة وعاد ليأتي بأخرى على أربع دفعات، ما يؤكد فعلا أن إقليمي الجديدة وسيدي بنور اللذين يكونان مجال الدائرة القضائية لمحكمة الاستئناف بالجديدة، ينتجان وبمنحنى متصاعد قضايا بلمسة جنائية، خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة، جرائم القتل التي لا تنزل في المعدل العام عن ثلاث جرائم قتل في الشهر، وهو رقم مقلق إلى حد كبير، سيما أن تلك الجرائم تسقط أرواحا في صفوف الأصول والفروع، بعد ذلك تأكد ذلك الموظف من أن الأجهزة الإلكترونية مشغلة وضمنها مكبر الصوت المخصص لرئيس الهيأة. وبعد أن توزع أمنيون على زوايا قاعة الجلسات رقم 1، والذين حفظوا زواياها بشكل دقيق، وبعد أن مشطوا بأعينهم صفوف الحاضرين رن جرس العدالة، وأطلت هيأة الحكم بكل أعضائها، إلا من رئيسة الهيأة بهيجة شفاري التي تخلفت عن الموعد وليس من عادتها ذلك، ولأن "الغائب حجته معه" فحجتها في ذلك تكليفها بمهمة أخرى بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، وتولى رئاسة هذه الجلسة بكيفية مؤقتة، حسن الخال، وكانت ماراثونية فعلا، ما أضحى يفرض أكثر من أي وقت مضى العودة إلى نظام جلستين في الأسبوع بدل جلسة واحدة، وذلك يحسن مؤشر النجاعة ويكون رحمة بهيأة الحكم والدفاع والمحاكمين والحاضرين وضمنهم رجال أمن، ويخفف على الجميع عبء جلسة واحدة تمتد إلى أكثر من 15 ساعة في المعدل وتتجاوز ذلك إلى أكثر . محاكمة شقيقين أبكمين وقف في ذلك الصباح في قفص الاتهام شيخ طاعن في السن يبلغ من العمر 64 سنة وإلى جانبه وقف ثلاثة من أبنائه أكبرهم في سن الأربعين ضمنهم أبكمان، أحالهم جميعهم قاضي التحقيق على المحاكمة من أجل الضرب والجرح بالسلاح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه، وطالب في حقهم بإعمال الفصل 403 من القانون الجنائي. أعادت هذه المحاكمة إلى الواجهة الصعوبة التي تواجهها مناقشة العديد من القضايا، خاصة إذا كان بعض من أطرافها متهمين أو ضحايا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها عدم قدرتهم على النطق وهو ما أضحى يفرض في مثل هذه القضايا الاستعانة بمتخصصين في لغة الإشارة، حتى تسهل المأمورية على الجميع. ففي هذه المحاكمة حضر في حالة اعتقال الأب وأبناؤه ضمنهم الأبكمان، وذكر رئيس الهيأة الجميع، بأنهم يحاكمون في قضية ضرب وجرح في حق الهالك، الذي يبقى ابنا للشيخ العجوز وشقيقا لأبنائه الثلاثة، تطورت إلى وفاة بالمستشفى الإقليمي بآسفي، وأن الاعتداء على الضحية كان في 7 دجنبر من 2023، قبل أن تسوء أحواله الصحية ويسلم الروح إلى خالقها، وأن شهودا أفادوا بأنهم شاهدوا الأب وأبناءه الثلاثة مسلحين بـ"عتلة" وأدوات راضة، وهم يتعقبون الضحية وأنهم سددوا له ضربات على الرأس سقط بعدها مضرجا في دمائه، وكان الأب أكد أن ابنه الضحية، نقل إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، ومكث به مدة قبل الخروج دون إذن الطبيب المعالج، وانتقل عند قريب له بالبيضاء، وأنه عاد إلى سكن العائلة بدوار الزيات بجماعة كريديد بالزمامرة، ولم يعمل بنصائح الطبيب، حيث عاد إلى تعاطي المخدرات، قبل أن يسقط مغمى عليه ونقل إلى المستشفى الإقليمي بآسفي، وكشف فحص أنه مصاب بتعفن في الرأس، كان سببا في التعجيل بوفاته بينما حاول الأبناء الثلاثة دفع التهمة عنهم بالقول إن الضحية طعن شقيقا له بسكين في يده، ولما كان هاربا سقط على صحون محراث وأصيب في رأسه . وشدد دفاعهم على براءتهم من صك الاتهام الذي يحاكمون على ذمته، وطالب مراعاة لظروفهم الاجتماعية الرأفة بهم وتمتيعهم بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف. وبعد أن كان المتهمون آخر من تكلم، اختلت هيأة الحكم للمداولة وعادت متكونة من أعضائها الذين ناقشوا القضية، ونطقت بحكم أدان شقيقين ضمنهما أبكم بـ 12 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما والأبكم الثاني بسنة حبسا نافذا ووالدهم بعشرة أشهر حبسا نافذا، مستفيدا من اعتراف مكتوب من الضحية حاول فيه تبرئته من واقعة الاعتداء عليه. عبدالله غيتومي (الجديدة)

الحبس لشقيقين أبكمين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة للاتجار في المخدرات بالعيون

46 سنة لأفراد عصابة قرصنة البطائق البنكية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات